مقالات مجد الوطن

كيف تستسمح من شخص اغتبته ؟ 

 

من منا لا يغتاب أحد إخوته، أو إحدى أخواته، و حتى الزوج، أو الزوجة ،و الجيران و الأقارب ،و الأصدقاء و أحيانا لا نترك أحدا منهم إلا و قد أعطينا رأينا فيه و قد لا يكون رأينا منصفا أو ربما أتينا فقط بذكر عيب فيهم من وراء ظهرهم

و على مدار سنوات و الآن نتحسر على ما كنا عليه من غفلة و نريد أن نتحلل من هذا الأمر ..

 

إذا كنت ظلمت، واغتبت أحدًا، و أردت أن تتوب يلزم التوبة من الغيبة أن تتحلل ممن اغتبت كأن تقول ” أني فعلت كذا أبحني و سامحني و ربما تستطيع ذلك مع من تعرفه …و لكن كيف تتحلل ممن لا تعرفه و تستغيبه و لا تستطيع التحلل منه ؟

 

عليك التوبة الصادقة، وبالندم على الماضي، والإقلاع من ذلك، وعدم العود إليه في المستقبل، والعزم الصادق على ذلك …

 

إن كل من ارتكب معصية لزمه المبادرة إلى التوبة منها و لها ثلاثة شروط :

 

أن تقلع عن المعصية في الحال أي أن تتوقف عن الغيبة و النميمة…

و أن تندم على فعل ذلك …

و أن تعتزم على تغير سلوكك و عدم العودة إليها …

 

الغيبة حق آدامي و لا بد استحلال من اغتبته ..و إذا كنت لا تعرفه شخصيا فقط تتحدث عنه ينبغي عليك أن تكثر من الاستغفار و الدعاء و أكثر من الحسنات ..

 

يقول الإمام ابن باز رحمه الله :

 

التوبة كافية الحمد لله و عليك أن تسأل الله العفو و المغفرة و أن تذكره بالخير الذي تعرفه عنه بدلا من السوء الذي ذكرته و الدعاء له، وذكره بالمحاسن، والخير بدلًا مما ذكرته من الشر، فيقوم هذا مقام هذا …

 

أي تذكرهم بالشيء الطيب الذي تعرفه أو سمعته عنهم من غير كذب، و تذكر أخلاقهم الطيبة ، والسيرة الحميدة التي تعرفها من الآخرين عنهم مع الدعاء لهم، والاستغفار لهم .

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة ، وصيام ، وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، و أكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أَنْ يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح فِي النار .

 

في هذا الحديث الشريف: يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الدين الإسلامي ليس طقوساً تؤدى، وإنما هو الامتثال الكامل لأوامر الله تعالى ونواهيه، بحيث يظهر هذا الامتثال في سلوك المسلم، فيحسن معاملته للناس، فالدين المعاملة كما يقول صلى الله عليه وسلم

كما أن المسلم الحقيقي هو :

من سلم المسلمون من لسانه ويده.

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى