إن إخلاف الوعد من الصفات الغير محببة، و سمة سيئة قد تلحق بالإنسان في مراحل حياته المختلفة ، و قد تؤدي إلى قطع حبال الود بين الأصحاب ،و الأصدقاء و حتى بين الأحباب، لأن عدم الوفاء بالوعد يقطع حبل الثقة ، التي هي بمثابة الزهرة اليانعة التي تنمو و تورق على الوفاء .
أذا أخلفت وعدك مع الآخرين فستكون معروفا بقلة الوفاء ، و يصعب على المرء مسامحة شخص أخلف بوعده له .
و قد تشعر بمشاعر سلبية تجاه شخص أخلف وعده معك .
لا شك أن أحيانًا قد تحدث أمور خارجة عن سيطرتنا ، و تجعل الخلاف بالوعد أمراً حتميا .
فكر في نوايا الشخص الآخر ، هل كانت نيته طيبة و حدث شيء تسبب باضطراره للإخلاف بالوعد ؟
جميعنا قد يخلف بوعده من وقت لآخر ، و جميعنا نرتكب الأخطاء ، و لكن إذا كان الشخص دؤوبا على الإخلاف بوعده ، اتخذ قرارا بدلاً من الشعور بالمرارة تجاهه ، و اسأل نفسك ماذا تعلمت من هذه التجربة .
قد تضطر أحيانًا إلى المسامحة ، لأن هناك فوائد نفسية و جسدية لمسامحة من أخطأ في حقك .
صحيح يصعب على المرء مسامحة شخص أخلف بوعده له، خصوصا إن كان ذلك الشخص صديقًا أو فردًا من العائلة أو جزءا من علاقة وطيدة .
إن التعرض للحنث بالوعد من قِبل شخص يبدو أشبه بخيانة ، وقد تجد نفسك تشعر بالكراهية تجاه ذلك الشخص ، و رغم ذلك فإن كن الضغينة له آثار نفسية وصحية جمة ..
عندما لا تسامح المخطئ فإنك تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيه، لهذا السبب تعلم كيفية مسامحة الآخرين، مع الحفاظ على حدود صحية في الوقت ذاته.
تذكر أن حياتك تتحسن عندما تتخلص من الضغائن ،فقد أظهرت الأبحاث من فوائد المسامحة أنها تقلل المشاعر السلبية والتوتر و إليك بعض فوائد مسامحة الآخرين :
– تحسن الحالة النفسية.
– تخفيف الاكتئاب.
– تقليل القلق.
– انخفاض مستويات التوتر.
– تحسن الحالة الروحية.
– تحسن صحة القلب.
– انخفاض ضغط الدم.
– تقوية جهاز المناعة.
– تحسن العلاقات الشخصية.
– زيادة الاعتداد بالنفس والشعور بقيمة الذات.
في النهاية على المسلم أن لا يخلف وعده إلا إذا كان الإخلاف لعذر شرعي، والواجب على من ابتلي بخلف الوعد من غير عذر شرعي التوبة إلى الله، والإكثار من الاستغفار والندم، فإن الله يتوب على من تاب، كما يجب الحرص على الوفاء بالوعد لأنه من صفات الصادقين المخلصين.
ندى فنري
أديبة / صحفية
