كلنا قد يمر بتجربة، تشعره بعدم الرضا عن النفس، و هذا لا يتعلق بالمظهر أو الشكل ، إنما على مستوى العمل أو العلاقات مع الآخرين .
إن التفكير في أننا لسنا كما يجب ، يعكر علينا سعادتنا !!
لا تفعل هذا بنفسك ، أنت الآن سقطت في حفرة عميقة ، لا ينقذك منها إلا أنت …
تقول إحدى الفتيات الجامعيات فور تخرجي كنت أنتظر مقعدي بين الأكاديمين ، ثم انصدمت بقسوة الواقع ، تم تنحيتي عن مكاني لغضب أحد أساتذة الجامعة من ردي عليه ، انهارت حياتي ، ثم حاولت التقدم بطلب في الدراسات العليا ولكن لم ينتهي التعسف كما اني وجدت انعدام رغبة مني في المضي في هذا الطريق وخاصة ،أنني لم اجد دعما من عائلتي ، توقفت صارت حياة الجميع تجري من حولي وانا ثابتة ، عملت في مجال دراستي الا اني لست سعيدة ..مع الوقت اكتشفت عدة اكتشافات ، لست اكاديمية لو كان طريقي و الله كتبه لي لكنت سلكته رغم انف الجميع ، لكني اكتشفت أنني احب الدراسة العملية اكثر من الدراسات النظرية ، فأنا لا أحسن فن القاء المحاضرات ، لقد كان لدي تجربتين أحاول نسيانهما لأن عندي رهاب من التجمعات ، و ليست لدي مهارات كافية للتعامل مع المجتمع الأكاديمي ، كما أني اكتشفت اني أحب علم النفس والاجتماع كثيرا ، هذه الأشياء ربما لم تنسيني قسوة القدر ولكني اليوم راضية الي حد كبير ….
لا أعتبر نفسي نجمة في مجالي ولكن أتميز عن كثيرين في مجال العمل ، حتي أكثرهم خبرة يشعر بالغيرة تجاهي ، أوظف وقتي في تعلم ديني والقراءة عن نفسي وعن الاخرين ومحاولة مساعدة من يحتاج المساعدة حولي …
إننا نشعر بالحرية عندما نتوقف عن محاربة الأفكار السلبية و نتعلم أن نسقطها ، فالأفكار و المشاعر ليست حقائق ، يمكنك التخلي عنها ، و ربما
تجد طريقك في أشياء جديدة بعيدة عن الماضي ..
تملك في داخلك السعادة الطبيعية التي أنت بصدد التفتيش عنها ، لكنها مغطاة بطبقة الهموم و القيود التي يمكنك اسقاطها .
إن ميلنا إلى التمسك بالمشاعر السلبية يزداد عندما نعبر عنها بشكل جازم مثلا :
عندما تشعر بالحزن تقول :
” إنني حزين ” ، و عندما لا تشعر بالسعادة تقول ” إنني غير سعيد ”
إننا نشدد بشكل دائم على اعتقادنا بأننا ملتصقون بأفكارنا و مشاعرنا .
اسأل نفسك :
هل في إمكاني أن أترك هذا الشعور و أتخلى عنه ؟
إذا كان جوابك كلا أو غير متأكد فاسأل نفسك…
” هل أنا أفضل أن أحتفظ بهذا الشعور أم أنني أفضل التحرر منه ؟
اسأل نفسك متى ؟
إنها دعوة لإسقاط هذه المشاعر الآن
أعد ذلك مراراً حتى تشعر أنك تحررت من ذلك الشعور كلياً …
يمكن أن تشعر بأنك ترتاح تدريجياً وتكون النتيجة غير واضحة في البدء لكنها تصبح أكثر وضوحاً مع المثابرة ، كن صبوراً فتستشعر بالراحة و السلام
ندى فنري
أديبة/ صحفية