مقالات مجد الوطن

تباً للعمر 

 

الكاتبة. / عائشة سويد

 

العمر .. ما ابشعه ! يقتاتنا ليكبر فينا ، و يغتالنا !! يمضي العمر دون ان نشعر وينتهي بنا كلحظة افاقة صادمة ..

نسعد حين نرى الوجوه القادمه الممتلئة بالحياة و نسعد بالصغار الذين يكبرون امامنا ولكنا لا نستوعب او ندرك أن كل صغير يكبر وكل ميلاد جديد هو عمر يضاف الى عمرنا !! نتحسس وجوهنا في المرايا ونختبر ذاكرتنا !!وقد نقرأه في اعين الصغار الذين استبشرنا بهم ، يالا القسوة!!

كيف مر العمر وكيف يكذب من يقول انه مجرد رقم !! انه ليس رقما !! ” ..

فمن قالها اخترعها ليواسي نفسه ، وليطمئنها بانه مازال مقبولا !! فما بين العمر والصفر الذي يزعمون حياة حافلة بما سر وضر !! وماذا عن التجاعيد التي اكتسى بها وجهي و ارتعاشة يداي وقدماي التي افقدتني الثقة بها وصحتي وعافيتي ونشاطي اين هي !!ماذا عن الذكريات التي تجعلني اشبه بزاوية مهجورة في أحد الأركان!! أليس العمر هو من اغتالها كيف هو مجرد رقم !!العمر حين يمضي لايمضي عبث بل يخط ملامحة علينا بل ينحتها بلا هوادة ليجعل منا اشخاصا اخرين بل يجعلنا كالغرباء؛ فقط على قيد الحياة ، غرباء على القادمين وحتى على انفسنا !!

العمر كلما زادت ارقامه يجعلنا نخطط لكل خطوة مهما كانت صغيرة حتى لانواجه بالنقد والرفض!!

ليت من قال ان العمر مجرد رقم قال بانه يقصد في المجمل !!العمر ارقام وكل رقم له حكاياته ..

العمر الذي هو مجرد رقم كما يزعمون لم يعبأ لنا ولا لغيرنا ولا للبسطاء على هامش الحياة الذين استنفذو واستهلكو ونحتتهم الحياة بل وشكلتهم و ينتظرون فقط أن تلوح لهم الأيدي بالوداع وهذه وحدها تجعلك تزهق انفاسك الأخيرة قبل حينها و لينتهي هذا العمر ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى