مقالات مجد الوطن

التخلص من صفة الأنانية

 

كثيرا ما نسمع من بعض الأشخاص يرددون عبارات ( اللهم نفسي ) ،أو ( أنا أولى ) ،أو ( أنا و من بعدي الطوفان) ،و الكثير من الشعارات التي يبررون بها لأنفسهم أفعالهم الأنانية ، و مشاعرهم و أحاسيسهم التي تحركها تلك الأنا ، مما يؤثر في تصرفاتهم مع الآخرين ليتصف سلوكهم بالعجرفة و الغطرسة..

 

حب الذات مهم ،لأنه يضع الأساس لعلاقتنا مع أنفسنا ، و يشجعنا على الاعتناء بأنفسنا جسديا،

و عاطفيا، ونفسيا واجتماعيا ،و يساعدنا على حمايتنا من التأثيرات الخارجية، التي تقلل من تقديرنا لذاتنا …

 

لكن عندما يتحول حب الذات إلى أنانية ، يصبح الإنسان أعمى ،لا يرى إلا أهدافه في هذه الحياة ،و التي تخدم منفعته الخاصة فقط ،و لو على حساب من هو أولى منه ..

 

ما الفرق بين حب الذات وحب الانا؟

 

نحن جميعا نحب أنفسنا. لكن تجاوز الحد سيكون أنانية .

 

و الأنانية وحبّ الذات متشابهين في ظاهرهما، لكن الاختلاف الرئيسي بينهما هو أن :

 

الأنانية تتحقق بتجاهل وتجاوز الآخرين، في حين أن حب الذات لا يعني ذلك ولا يشجع عليه.

 

حب الذات في الإنسان يختلف تماماً عن حب الأنا، لأن حب الذات غريزة فطرية ،مغروسة في جميع بني آدم…لكن الأنانية هي حب الإنسان لنفسه و عشقه للسيطرة و التملك …هي الأنا التي تجعله لا يرى إلا نفسه ، و لا يهتم إلا بشخصه هو…

 

هي حالة مرضيّة، تعتريه نتيجة ابتلائه برؤية خاضعة للوهم تدفعه إلي تأكيد مبدأ الفردية، والتمركز حول الذات ، والنظر إلي الحياة بمنظار المنفعة الخاصة ، و هذه المنفعة تنطوي على تجاوز الشخص على حدود الآخرين فيلحق الضرر بهم…

 

حبّ الذات يتضمن وعي الفرد بأهمية معاملته لذاته ،بلطف ورحمة بطريقة تعود علية بالنفع على نفسه وعلى الآخرين.

 

يقولون :

الأنانية كريح الصحراء ، إنها تجفف كل شيء ..

 

نصائح للتخلص من الأنانية :

 

تعلم الإنصات :

يتعمد الشخص الأنانى عدم الإنصات للآخرين ،

لذلك ينصح بإتباع أولى خطوات التخلص من الأنانية ،وهى الإنصات للآخرين جيداً وفهم ما يتحدثون عنه، والحرص على التواصل معهم بصرياً، وعدم مقاطعتهم والتحدث معهم بأدب وإحترام وصدق.

 

المجاملات الصادقة :

تعلم الثناء الصادق سواء عند مجاملة زميل في العمل ،أو صديق ،أو شقيق، مما يساعد على تقوية العلاقة بينكما وفى نفس الوقت تدخل السرور في نفوس الآخرين.

 

التوافق مع رغبة الآخرين :

عند تحديد مكان تناول الطعام ،أو التنزه ،مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، يفضل ترك القرار للمجموعة لتقرر أي مكان يذهبون إليه ،وبهذا يتعلم الشخص الأنانى التخلي عن الأنانية تدريجياً.

 

تقوية العلاقة بأفراد العائلة :

يجب تقوية العلاقة بأفراد العائلة ،من خلال زيارتهم بإنتظام ،والتواصل معهم عبر الهاتف، مما يساعد على تقليل الشعور بالأنانية وتقوية العلاقة معهم.

 

تقديم تبرعات للمحتاجين :

يساعد عطاء المحتاجين ومساعدتهم في التخلص من الشعور بالأنانية، وفى نفس الوقت يدخل السعادة والسرور في نفوس الآخرين.

 

إن مساعدتك لغيرك حتى ولو عن طريق الكلمة الطيبة، تلك الكلمة التي قد تغير نفسية الآخر من الأسوأ إلى الأفضل، لن تنقص منك شيئًا، ولكن حب الأنا قد يدفعك إلى تمنى زوال النعمة من غيرك وانتقالها إليك، فالإنسان السوي هو من يتمنى الخير لغيره كما يتمناه لنفسه، ولا يرى في مساعدة الغير إلا الحب.

 

الأنا قد تدمر الذات

 

الأنا إن لم تحكمها بالعقلانية فإنها قد تقودك في تهورها إلى عواقب وخيمة وأمراض نفسية خطيرة، فلكل منا ميوله الخاصة، ولكل نفس قدرة خاصة على التحكم في مؤشر هذه الميول، فنجد أن الغرور وهو توهم النفس بامتلاكها القدرات اللازمة لأداء أي مهمة فإنها قد تقود النفس إلى الإخفاق والفشل، كذلك الأنا قي تؤدي بصاحبها إلى الاصطدام بالواقع، وبالتالي ستدفع النفس إلى الغرق في عالم الأكاذيب والذي في نهايته طريق مسدود كافي لتدمير الذات

 

فى النهاية علينا أن نضبط التحكم في حبنا لذاتنا ووضع حدود خاصة لهذا الحب وإلا سنقع فريسة للتكبر والغرور…

النفس إن لم تقودها القيادة الصحيحة لكل ما هو نافع وجيد فإنها ستسوقك إلى ما يُعاب ويُكره.. حفظنا الله وإياكم من كل كِبر.

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى