الكاتب / محمد الرياني
وكأَّن العمر وُلِدَ أمس
وكأننا التقينا يوم أمس
مرت الأيام فأصبحنا في الصفحة الأخيرة من أوراق العمل
من يوم أمس الذي نظنه أمس إلى أن اتفقنا على لون مثل نهارات أمس وأمس وأمس إلى اليوم
تكومت الأعوام حتى صارت ذكريات
وما أروع الذكريات يابن خيرات!
الليلة يحتفون بك في ليل المجد وتحت أنظار النجوم .
ليس المقربون منك وحدهم هم الذين يخلدون أيامك في ليلة خالدة ،نحن أيضًا قدمنا في ليل فاتن نسترجع تحت نجومه الذكريات ، وتخنقنا العبرات ؛ عبرات الزمالة والصداقة والأمنيات.
الحسن آل خيرات اسم كبير في عالم الثقافة والأدب والعلم والتعليم والأخلاق ، هادىء مثل نسمة رقراقة جاءت لتبحث عن المتعبين ،وواضح مثل النهار لايحتاج إلى دليل ،وفتان كليل السهارى في مساءات القرى الرائعة ، يكتب بلغة مختلفة ؛ فهو الأديب الذي يأسرك بعذب حديثه وغزارة فكره ،تطمئن إليه إذا نصح ،وتثق به إذا دعتك الحاجة إليه، شاعر مرهف كتب للوطن فرددنا معه وأنشدنا ليسمو الوطن وتحلق القصيدة في سماء الوطن ،يلبس الآخرين لباس الأدب الذي يرتديه والشعر الذي يعشقه ليجعل الساحات واحات للأدب والذوق الرفيع .
وفي محاضن التعليم ترك بصماته التي لاتنسى معلمًا وقائدًا ومشرفًا أثرى الساحات لتكون خضرة مثل قصايده.
الحسن آل خيرات من جيل الرواد الذين سطروا أسماءهم في سجلات الخلود ليورق التقاعد في نهاية المطاف مثل جنائن معتقة تتنوع فوقها ألحان الجمال .
( بمناسبة تقاعد الأديب والشاعر والتربوي الكبير الحسن بن أحمد آل خيرات )
الأربعاء ٢١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ