مقالات مجد الوطن

( إعَادةُ التمَاس للقَضيّة ) 

 

رثيتُ  الناسَ  كُلّهُموُا  فهل  أُرثَى  إذا  مِتُُ
وهل يَبكي عَليَّ الجارُ و الأصحابُ و الأُختُ
وهل ابني  سَيفقدُني  و تندبُ  حَالتي  بنتُ
وهل يمشي و يَنعي  جُثَّتي التِلفازُ  و  النِتُ
وهل تُرمَى عَلى قَبري وروردُ الحبِّ والبَفتُ
وهل  أبقَى جَميلَ الروح في كَفَني كَما كُنتُ
وهل  عَنّي  يُقَالُ الخَيرُ  و الأشعَارُ  و النَّعتُ
وهل اسمي سَيبقَى تحتَ اشعاري كمَا قلتُ

ولكنِّي  أَموتُ  غَداً وحيدَا  مثلمَا  عِشتُ
ويَحملُني غَريبٌ ليسَ من اهلي ولا صِلتُ
تَطوّعَ حَيثُ  يَحملني  على اكتافهِ  نَحتُ

صَليبٌ  رُبّما  قد كانَ  او وَشمٌ  بهِ  سُحتُ
ومَجهولٌ  سَينزلُني  إلى قَبري  كَما  جئتُ
وأُدفَنُ في ظَلام  اللحدِ لا صَحبٌ ولا بَختُ
ولا داعٍ سَيدعو لي .. عذابُ القبر كَم عُذتُ
ولا مُتكفلٌ  سيقولُ  عن  مادِينَ   سَدّدتُ
سَيبصِقُ  كلُّ  ملعونٍ  على  قبري  إذا مِتُّ
فَإبنُ العَمِّ  مَشغولٌ  ….  وَمُرتاحٌ  إذا غِبتُ
ولا عنّي دَرى شيئاً  ….  و لا أنَّي هُنا  كُنتُ
فَعنّي كانَ  مشغولاً   و لا يَدري   بما  عُزتُ

اُسَائِلُ مَن  بتلكَ الأرض اينَ ابي ومَن زُرتُ
واينَ قََبيلتي  الأولى  و اينَ  الجَدُّ  و الثَّبتُ
واينَ الأهلُ و الأحبابُ و الأصحَابُ و الرَّهتُ
واينَ  العَمُّ  و ابنُ  العَمِّ  و الاخوالُ  و السِتُّ
واينَ  صَديقتي الأولَى  و ذاكََ  الحُبُّ  يابنتُ
واينَ السيفُُ والابطَالُ و الأصواتُ و الصّمتُ
واينَ  الأرضُ  و الغَلَّاتُ و المِحراثُ  و النبتُ
واينَ القَصرُ  و الافنانُ  و الأموالُ  و اليَختُ

واين الحُكمُ و القَاضي و طَمسُ الحَق والمقتُ
وأين الظلمُ و الطاغوتُ و الجَبَروتُ و الجِبتُ
لمَاذا  لا تجيبُوني  …… اجبني  اَيها  الصَّمتُ
اتيتم كي تنَاموا هنا و صِمتم  ليتني صُمتُ
وَ تبتُم عن حَقوق الناسِ .. لا ياليتني  تبتُ

أُسَائلُ كُلَّ  هَذا القبر مَن انتم و مَن كنتُوا
فردَّ ابي بصَوتٍ غابَ عن اُذُني  وما غِبتُ
بهَمسِ الأرضِ انشَدَني عَلى اهلي ومَن تُهتُ
فخَلفكَ  قبرُ  عَمّتكَ  التي  كَانت  لنا  أُختُ
فقَد عاشَت كما قد عِشتَ لا حَظٌّ ولا بَختُ
بعزِّ  شَبابها  ماتَت  فلا حِناءُ ….  لا إبتُ
و أحرَقنا  أُنُوثَتها  باوراقٍ  لَها  بِعتُ
باوراقٍ  جَحِدنَاها  و أَخَفَينا  وأخفَيتُ
ومزَّقنا  فَرائضَها  بحِبرِ  البَيعِ  أشعَلتُ
وَهَذا  قبرُ  اكبَرنا  زَعيمُ الفخذ إذ طِحتُ
ضَليلٌ عَاشَ يَحكمُنا فلا سَادوا ولا سُدتُ
وَ ذَلكَ عَمُّكَ  الثاني وَصيّكَ  بعدَ  مَامتُّ
يأنُّ  بذلكَ المَاوَى  و يَصرخُ  كَم تسَامعتُ
فَقلتُ نعَم .. سَالقَاكم لأ كشفََ سِرَّ ما شِبتُ
تَنحّوا كَي  أُعَاتبَ عَمّيَ الوَاصِي وَ ما عُزتُ
مسَاءٌ عِمتَ ياعمّاهُ ….  او صُبحٌ كَما عِمتُ
انا  ياعَمُّ  ابنُ  اخيكََ  ذاكَ  اليُتمُ  و الكَبتُ
انا المقصُورُ و المَطرودُ ..  لا ارضٌ و لا بَيتُ
أنا الجَدَيُ الرَّبيبُ على نِعَاجِ الحَيِّّ كم رِبتُ
اتيتُ  إليك لا لَيلى  و لا بغَرامها  فُزتُ
حمَارٌ  كنتُ في صِغَري و العَابٌ لها صِرتُ
بَكتَ  عَيناي  أذكرُها  و قَهرا  كم  تَباكيتُ
طَعنتَ  بكل اوردَتي  سَكاكيناً  بها غُصتُ
لتكتمَ كلَّ نبضَاتي و إحسَاسي الذي صُنتُ
دَميتٌ الظلمَ ياعمّاهُ من عَيني و كَم دِمتُ
لَحِفتُ الليلَ يا عمّاهُ  فوقَ الرّمل كم بتُّ
فَبيتي كانَ مَرهوناً وانتَ الرهنُ  و السُّحتُ
فَكم يَوماً طَرقتُ البابَ  لاتَدري لمَا جئتُ
صدَدتَ البابَ في وَجهي طَريدٌ كلَّما حِجتُ
وزوجُكَ ذلكَ المغبونُ  تطرُدني إذا عُدتُ
وتَزجرُني و تَلعنُني و تبصقُ  إثرَ  مادُستُ
فمَطرودٌ  قَضيتُ العُمرَ  مَهموماً وكَم  هِمتُ
و مَسمومٌ انا بالامسِ ..  مََحمومٌ  و لا طِبتٌ

فلم ادرِ  بذاكَ اليوم  جَمعٌ  كانَ ام  سَبتُ
ولم ادرِ قضَيتُ الشهرَ  يارَمضانُ ام صُمتُ
ولم اطعَم زُلالَ المَاء عَذبُ الماء كم عُفتُ
بوَاقي الزادِ بعدَ الكَلب تعطُوني إذا جِعتُ
فَيشفقُ قلبُ ذاكَ الكَلب يُسقيني إذا قِئتُ
وضَاعَ  العُمرُ بينَ يديكَ  لا وَلدٌ  و لا بنت
الا ياعَمُّ ذُق  بالقبر ما قد ذقتُ او  لُذتُ
ابشِّركََ التي اغوتكَ في إرثي  و ما نِلتُ
بسَوسةُ قلبكَ اللاهي لتغدرَ بي و مَاخُنتُ
تزوَّجتِ الهوَى لَعناً وصَارت بَعلَ من عُذتُ
لذاكَ الشَّاهدِ الوَاطي علَى بَيعي وما بِعتُ
شَرت من اجلِ عَينيه وَ بيعَ الوادي و الخَبتُ
وَبَاعت ياوَصي العَدل  مَا اجبَرتني  بِعتُ
لِتنثرَ في يَد العطَّار  اموَالي و مَا رِثتُ
فلا عَادت يدٌ العطَّار  او ما افسَدَ  الوقتُ
ليَرقدَ  في سَرير اللؤمِ  مَلعُونان كم عِبتُ
ويَسرقُ كل ما اخفيتهُ ..  عنَّي و ما حُزتُ
لَهُ  الاعقارُ و الأمصَارُ  و الدُّولارُ و السِنتُ
و مَاءُ الوَرد و الاعَطارُ  و الريحَانُ و البَفتُ
و شيخٌ  في قبيلتنا  لهُ  الديوانُ و البِشتُ
وإبنكَ  أو  وليُّ العهد  لا قامَت و لا قمتُ
شَريدٌ  مِثلُ نازحَةٍ  مُهانٌ مِثلُ  ما اهتَنتُ
يَذوقُ اليومَ من كَاسي و يَلعقُ مُرَّ ما ذُقتُ
ويَشحَذُ في زقَاقِ الحَيِّ يَسألُ اينمَا رُحتُ

ابي قَد عِشتُ مَلعُوناً إذا ناشَدتُ او صِحتُ
ويُلعَنُ  كلَّ  مَرسُولي  أمينٌ  كانَ  ام  ثَبتُ
فمَجنونٌ  إذا ارسَلتُ  كم إرثي  و ما نِلتُ
واحجَارٌ  تُلاحقُني  و  رَوثٌ  اينمَا  سِرتُ
وكَرهَاً يأكلوا لَحمي ويَشرَبُ من دَمي البَهتُ
إليكََ  أَفرُّ  مَرعُوباً  لتَحميني  إذا  خِفتُ
وَتَحويني .. تُدَثّرني  بصَدركَ  كُلّمَا  رُعتُ
أمَا حسَّيتَ  كلَّ القبر  يَرجِفُ كلمَا عُدتُ
فكَم بينَ القبُور اموتُ  كَم بحيَاتي عَانيتُ
وكَم فَاضَت  دُمُوعي في تُرابكَ حَيثما طُفتُ
فكَم  بلّلتُ هَذا  القَبر  ياابَتاهُ  إذ  جِئتُ
فهذا العُشبُ مِن دَمعي  وذاكَ الزرعُ والنَبتُ
وسَعفُُ النَّخل والحِنَّاءُ  من حُزني لها مِلتُ
فقَلبي كم  توقَّفَ هَاهُنا  حُزنا و كَم طِحتُ
فعَمّي  ذلكَ الجَبَّارُ  انكرَ  كلَّ مَا شِرتُ
وانكرَ كلَّ جِيناتي  ….  زَنيمٌ بينهم كُنتُ

تَنحنحَ من جَنوبِ  القَبر  مَبحوُحٌ  به  سِتُّ
ألا صَمتاً فَلا  يَرغِي هُنَا حَيٌّ و لا مَيْتُ
فإنّي قد أتيتُ هُنا  لغَير النّوم  ما جِئتُ
فَلا صَوتٌ هنا بالقَبر  او لَومٌ  و ما لُمتُ
هُنا في القَبر لا ظُلمٌ  ولا نَكثٌ و لا مَقتُ
فقلتُ نَعم و عُُذرا ايَّها الاحيَاءُ و المَيْتُ

هنا سَانامُ  في قَبري ليَوم البَعث مافِقتُ
وانسَى كلَّ  ماقَد  مَرَّ  بالدنيا  و ما ذُقتُ
والبثُ في عَميق الصمت ما احلَاكَ  يا صَمتُ
قضَيتُ  العمرَ فوقَ الأرض سَهرانا و ما نِمتُ
فدَعني في هَدُوء الأرض لاتُزعجني يَاوقتُ
………………………………..
ابو حليم …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى