في هذا الصباح كما كل يوم وقف طائر المينا بمحاذاة نافذتي، يشدو أجمل الألحان بصوت عالي ، يحب هذا الطائر أن يعيش في مناطق مفتوحة، و على حواف الأبنية العالية ، بعيد عن الشواطئ ، تخيلت أنه يحدثني،و يشكرني على السماح له بالوقوف أمام نافذتي، للاستمتاع بالهواء الرطب البارد الذي نجحت تقنية المكيف في نشره في البيت ليصل إلى حواف نافذة المطبخ .
صوته المتنوع شد انتباهي بشكل كبير و كثير من الحب …في بعض الأحيان لا أعيره الاهتمام، أما اليوم حاولت أن أنصت إليه باهتمام، و أنا أمارس هوايتي المفضلة الطبخ بشكل جيد .
تخيلت أنه يشكرني على وضعي له وعاء فيه ماء.
تختلف مواعيد حضوره، و اليوم كان مصراً على مرافقتي و أنا أعد الطعام أخذ يشدو بصوته المعبر .
ليس من الصعب أن اتخيل حوارا بيني و بينه ،لكني أعتقد أنه يحب سماع صوتي و أنا أغني و أدندن بصوت خافت و إحساس عالي.
أظنه يود أن يقول لي أشياء و أشياء .
تخيلته يشتكي الحر فابتسمت ، و طمأنته أن بإمكانه الصبر ، و أنها مرحلة و تعدي ، لا بأس كلنا نستطيع التأقلم مع مختلف الظروف .
تابعت بمخيلتي الحوار معه ، لابد أنه يشتكي من الرطوبة أيضا التي تؤثر على حالته المزاجية ، طمأنته بيني و بين عقلي ؛ لابأس ستتغلب على كل ما يعترض طريقك ، لا بد من الاستمرار ، و أنت تملك قدرات كبيرة ، تستطيع من خلالها الطيران من مكان إلى مكان آخر ، ثم بإمكانك أن تختار المكان الهادئ الذي فيه ظل وارف .
فهمت من استمراره في الغناء ، أنه يشتكي أيضاً أن أولاده كبرو و غادروا العش ، و بقي مع زوجته وحيدين ، أعتقد بعض الشكوى لا بأس بها ، المهم أن لا نسمح لها أن تسطير على سلوكنا و تصبح دائمة ، لا نستطيع أن نمنع رد فعلنا حيال ذلك ، لكن نستطيع أن نخفف من تأثير الظروف السلبية علينا .
تابع غنائه بطريقة رائعة ، يمكن أنه يعبر عن الحب و الشوق ، نظرت إليه بود شاكرة له مرافقتي للحظات ، و شكرني لأني اعتنيت به لدقائق ، بدون أن أخيفه أو ألمسه كي لا يغضب و يطير بعيدا فهو يعشق حريته المطلقة .
ندى فنري
أديبة / صحفية