محمد الرياني
جاء أميرًا ، قَدِمَ ومعه قلب ، معه فِكْر ، معه عَزم ، أتى برسالةِ الإمارةِ ليصنعَ من الإمارةِ أحلامًا سعيدة ، ليقولَ للأحلامِ كوني حقيقة ، تنمو الأحلامُ وتكبر ، وكلما كبرتْ كانت مثلَ عيونِ الحسناءِ تتسعُ وتتسعُ لتكون فاتنة ، ومثل عنفوان الشبابِ لتكونَ القوةَ والجمال ، جاء أميرًا والمدينةُ مثلَ جميلةٍ دعوها لتستيقظَ من أحلامها ، فتحتْ عينيها ، اندهشت ؛ رأتْ أميرًا وسيمًا به كلُّ صفاتِ الطموح ، مدَّتْ له يديها فمدَّ لها يديه ؛ بدأتْ رحلةُ السعدِ وقصةُ الأميرِ مع مدينته ، بدأ يبني لعروسِ البحرِ أفخمَ البناء ، كبرَ البناء ، البحرُ القريبُ أضافَ خضرةً نضرةً إلى زرقته ، والمراكبُ الصغيرةُ التي تمخرُ البحرَ انضمتْ إليها السفنُ الكبيرةُ كي تجتمعَ رحلةُ السعدِ وتنطلقَ من أفواهِ راكبيها أناشيدُ الحب .
اتجهَ النماءُ والبناءُ في كلِّ صوب ، شعرتِ الجبالُ بالغيرة ! هذا البحرُ مع فتنته الزرقاء اخضرَّ واجتمعَ جمالُ الألوان ؛ سرعان ما تألقتِ الجبال ، كستْها الحضارةُ كما يكسو السحابُ القممَ العاليةَ فيها ، انضمَّ للشرقِ والغربِ الرقعةُ الواسعة ، اخضرتِ السهولُ وازدادَ النماء ، أحلامُ الفاتنةِ انتقلتْ إلى أحلام أبناءِ جازان ، تحولتِ الأحلامُ ضربًا من الإبداع ؛ لابدَّ أن يكونٰ الإبداعُ حاضرًا في حضرةِ الأميرِ المبدع ، كبرتْ جازان وكبرتْ لتكونَ قبلةَ التميُّزِ والتمدُّنِ بأرقى مستوياته ، نطقتِ الألسنُ حبًّا للأمير محمد بن ناصر ، بعد ربعِ قرنٍ من الحبِّ المشتركِ هاهي أربعٌ قادمةٌ ليزدادَ الحب ؛كي تتسعَ كلُّ العيونِ وليس عين الحسناءِ الحالمة ؛ تتسعُ لتمتعَ ناظريها برؤيةِ جمالَ البحرِ ، ورؤية البساط الأخضر وألقه ، كي تكتبَ الأيدي عن دخانِ المصانعِ ومساراتِ النماء ، هكذا ينظرُ الجازانيون لأميرهم المخلص الذي وزَّع إلهامَه لتكونَ هذه الفاتنةُ الجنوبيةُ فاتنةَ الفاتناتِ وجميلةَ الجميلات.