نحنُ و التاريخ

لم أعُد أهتَمُّ بالتَّاريخِ يَومَاً

كلُّ ماقَد قِيلَ بالمَاضِي خُرَافَةْ

كلُّ ماقَد قِيلَ بالتَّاريخِ وَهمٌ

لم يكُن إلا افتِرَاءً وَ لَقَافَةْ

ليسَتِ الأرضُ عَلى قَرنَيَّ ثَورٍ

يَعتَلي الحُوتَ فيَمنَعْهُ انعِطَافَةْ

يَعطُسُ الثَّورُ فتَهتَزُّ صَخورٌ

فتُشَقُّ الأرضُ هَزَّاً و ارتِجَافَةْ

كيفَ للزُّهرَةِ أُنثَى ذَاتَ يَومٍ

وغَدَت في كَوكَبِ الكَونِ مُضَافَةْ

أيُّ فُلْكٍ يَسَعُ الخَلْقَ جَميعَاً

وَجَرَت بالمَوجِ قَصرَاً للضِيَافَةْ

لم يَعشْ بالأرضِ تنِّينٌ و رَخٌٌ

والأُكَابِي ليسَ ابنَاً للزَّرَافَةْ

ورَمُوا في امرِئ القَيسِ فَسُوقاً

لفَّقَوا فيهِ ضَلالاً و انحِرَافَةْ

لم يَكن في الحُبِّ مَجنونٌ لليَلى

وَبِلالٌ لم يكُن عَبدَ قُحَافَةْ

سَيِّدُ الخَزرَجِ لم تَقتُلْهُ جِنٌّ

و(عَلِيٌّ) لم يَدَع أرضَ الخِلافَةْ

لم تكُن بَلقيسُ مِن نَارٍ وَ كَانت

مِن بَني آدَمَ رَمزَاً للطَافَةْ

كيفَ للعَفريتِ أن يَأتي بقَصرٍ

طَرفَةً للعَينِ يَختَرقُ المَسَافَةْ

لم يَكُن في هَيكَلِ الأقصَى كَنوزٌ

وعَصَا دَاوُودَ لم تُؤكلْ بِآفَهْ

مَريَمُ العَذرَاءُ ماخَاضَت بعِيسَى

دَونَ حَملٍ فلهَا وَحمٌ و عَافَةْ

مِثلُ هَذا العِلمِ هل يَرضَاهُ عَقلٌ

وجَنونٌ مَن يقلْ هَذا اكتِشَافَةْ

ارحَمُونَا لم نعُد نَفهَمُ شَيئاً

غَيرَ ما قَد قِيلَ لايَبدُو ثقَافَةْ

……………………………..

أبو حليم ……