مقالات مجد الوطن

احذر أخطاء التفكير 

 

الصحة أو القوة العقلية تتطلب ثلاثة محاور رئيسية

– إدارة الأفكار

– ⁠تنظيم المشاعر

– ⁠الإنتاجية برغم الظروف المحيطة ..

 

هل يمكن أن تكون طريقة تفكيرنا أو حديثنا مع أنفسنا لها تأثير على شكل حياتنا ككل من ناحية السعادة و الحزن، أو النجاح والفشل ؟!

 

وإذا كان كل فرد يسعى لتحقيق أهداف شخصية ومهنية والعيش بشكل صحي سليم سعيد، يحتاج لمعرفة أخطاء التفكير واستبدالها بطرق تفكير صحية …

 

هناك مجموعة من أشهر أخطاء التفكير و هي :

 

_ الكل أو لا شيء!

صاحب هذا التفكير يرى الحياة أبيض أو أسود فقط …جيدة أو سيئة….نجاح أو فشل ….الحصول على كل شيء أو لا شيء على الإطلاق!

مثلا :

يرى زملاؤه في بيئة العمل إما جيدين أو سيئين، داعمين أو محبطين، لا يوجد وسط، أداؤه في مهمة معينة إما مثالي أو يصف نفسه بالفشل تماما، إما أن يدرس المنهاج كله أو لا يذاكر مطلقا ، يريد شريك حياة بدون أي صفة سلبية أو عيب!..

 

_ الإفراط في التعميم!

 

بمعنى أن تأخذ حدث معين فتعممه على حياتك كلها!

مثلاً :

أخذ موقف سلبي و تعميمه على كل ما سوف تمر به في المستقبل مثلا :

عاملك أحد أفراد العائلة بشكل غير لائق فتعتقد أن العائلة كلها وقحة! لم تنجح في هذا الامتحان فتعمم أن هذا أداؤك وأنك لن تنجح مطلقا! لم يتم قبولك في وظيفة معينة إذا لن تقبل في أي وظيفة! سلوك سيء من الجنس الآخر، إذاً كل الجنس الآخر سيئين، غير أوفياء، أغبياء!

 

_ التصفية أو التنقية :

الحكم على نفسك أو الآخرين و و وضع تسميات بناء على فعل سلبي معين ، و إذا حدث له في يومه تسعة أشياء جيدة وشيء واحد سيء، سيترك كل الأشياء الجيدة ويركز على السيء ويجعله محور تفكيره وتصبح رؤيته للواقع محبطة أو سلبية أو ظالمة و يقول أنا فاشل و لا مني فايدة

 

_ قراءة الأفكار :

لا يمكن لأحد الجزم بما يفكر به الآخرين، لكن وبكل أسف كثيرا ما تجري في عقولنا افتراضات عن أفكار الآخرين دون أن يخبرونا بها! تقول مثلا ” كان ينظر إلى نظرة معينة في الاجتماع، لابد أنه يعتقد بأني غبي!” .. ” كانت تضحك عندما مررت أمامها، لابد أن مظهري قبيح! ” .. ” رفض صديقي الخروج معي اليوم بقوله إني مرهق، لابد أنه يتهرب مني! ” .. ” يريد إنشاء علاقة صداقة معي .. لابد أنه يطمع بما معي من مال ” وهكذا ..تستنتج استنتاجات معينة عن نفسك أو الأحداث أو الآخرين بناء على إحساسك أو شعورك .

 

_ التهويل أو التضخيم :

 

تضخيم السلبيات و تصغير الإيجابيات أو تهويل التحديات و المشاكل توقع حدوث الكوارث و التقليل و التصغير من نفسكك و من قدراتك دائما برغم عدم وجود سبب منطقي وراء ذلك .. درست جيدا للامتحان لكنك تقول سأنسى كل ما ذاكرت، سأرسب غدا، بالتالي لن أذهب إلى الامتحان أفضل! .. لن أتعلم قيادة السيارات أبدا لأنني سأصاب في حادث إذا فعلت ذلك لن أستطيع المشي مرة أخرى! ..

 

_ الشخصنة :

و قد يسمى لوم الذات ، أو جلد الذات و فيه يعزو الشخص سبب حدوث الأشياء إليه شخصياً ، و لو لم يكن المسؤول الأساسي عنها مثال :

ابنه اصيب بحادث مروري يقول أنا السبب لم أعلمه القيادة بشكل جيد

 

و هناك خطأ التفكير بنظرية المؤامرة أو التفكير الكارثي و توقع أن الأسوء سيحصل ، وصاحب هذا التفكير يميل الي عدم تصديق الحقائق ، ويظن أن هناك سر مخفي وراء الحقيقة المعروضة، وأنه من الذكاء بحيث أنه يدرك هذا السر …

إن هذا النوع من التفكير وراءه تحفيز داخلي، حيث يظن صاحبه بنفسه الذكاء وهذا قد يتسبب في نوع من الرضا

 

هذه الأخطاء ليست حصيلة يوم وليلة وبالتالي تغييرها ليست عملية يوم وليلة ولكنها تحتاج تدريب بشكل مستمر ..

 

التدريب يستحق لحياة تستحق .. تذكر أن افتراضاتك عن تفكير الآخرين ليست بالضرورة حقيقية وواقعية، لا تبني عليها قرارات معينة، و إذا كان يشغلك الأمر لهذا الحد اسأل هذا الشخص عن سلوكه أو نظرته أو كلامه، أو لا تنشغل بهذا من الأساس، واجعل حكمك على الأمور أو الأشخاص في الواضح

أو الظاهر من القول والفعل.

 

ليست هكذا تُقاس الأمور، نرى الإيجابي لشحذ الهمة وإرضاء الذات، ونرى السلبي ونفهمه للتعلم وليس للتوقف … هذه النظرة المتوازنة الواقعية مهمة جدا.

 

دائما إسأل نفسك هل الامر حقا بهذا السوء أم أنى متطرف التفكير؟

ما هي الطرق الأخرى التى يمكن أن أنظر بها إلى هذا المواقف ؟

هناك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” لَا يَفْرَكْ ( بمعنى يكره ) مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ( يقصد الزوج والزوجة ) ، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ ” وهذا نفي بمعنى النهي، وفيه عدم التركيز على الصفة السلبية وترك باقي الصفات.

 

افهم كل حدث على حدة، حلله واستفد منه ولا تعممه، ولا تضع كل الأحداث الحاضرة والمستقبلية في خانة واحدة، ليس بالضرورة أن هذه شخصيتك، أو أداؤك أو سلوك كل الناس، أو مستقبلك .. هذا مجرد حدث ليست حياتك كلها.

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى