مقالات مجد الوطن

سحب تتلالا

 

سحب بأكناف السما تتلالا …

و مغيب يترقب الآجالا

والمرسلات بخير ما قد أرسلت …

راحت تسوق إلى الأنام ثقالا

وسعت لدفع المعصرات فأنزلت ..

ثجاجها فوق الربى إنزالا

جاءت على قدر بأجمل موسم …

يختال في نسك الردى إحلالا

سحب تبشر بالغياث و دونها …

وعد و غيث يحمل الأفضالا

وعلى هوانا في الرجاء تراكمت ..

و مضت تغذ بسيرها إقبالا

و غدت تثير من التألف أعينا …

ظلت ترى خلف الركام جمالا

و الرعد آذننا بها و البرق في …

لمعانه قال الذي قد قالا

و كأنه بالومض سوط مؤدب …

لما طغى الباغي جزاه وبالا

وبها تقربت السما للأرض من …

شوق و مدت بالغياث حبالا

ولقد سعدنا إذ بدت في طلة …

و بها نعمنا في الختام مآلا

و ترقرقت مختالة في غمرة …

تجلو الضحى وتجمل الآصالا

و كأن سارية السحاب يتيمة …

تبكي أباها المشفق المفضالا

وكأننا المقل التي رمدت وقد …

شفيت وعادت تبصر الإكحالا

لما هتفنا حينما برزت و كم …

كنا نجدد خلفها الآمالا

و كأنما تلك الغوادي إذ دنت …

بالغيث تحيي بالندا أطلالا

و كأنها لم تلق غير ربوعنا …

نزلا فتلقي في مداه سجالا

عادت على أيامنا كالعيد في …

ألق و جادت بالعطاء نوالا

وإنهل منها الغيث وازدانت به ..

سوح وقد كانت عليه مجالا

حييت فينا إذ قدمت وما لنا …

من بعد إلا أن نرى الهطالا

و غمرتنا بالخير حتى لم نعد …

بعد الغنى نتذكر الإمحالا

و زرعت فينا بهجة و بشاشة …

والنقص أمسى بالنعيم كمالا

ورأيت هما بعدها يذوي كما …

أبصرت فيك لما أطال زوالا

و كأنه لما تجلى و انتحى …

أفقا كسا شمس النهار ظلالا

ودعا القفار المجدبات فأقبلت ..

تهتز و احتضنته لما انهالا

و أبان بشرا في الوجوه كأنما …

كنا نعاني قبله إقلالا

واختال بالغيم الحزام وسافرت ..

أرواحنا تستنأس الهطالا

و تريد أن ترقى إليه و تحتسي …

من قطره و تقبل المنثالا

و كأنه لما تقلد أمرنا …

أجرى الإله لنا به سلسالا

و تنفست فيه الدنا و تألقت …

سحرا و زانت أنهرا و جبالا

ويعانق الأرض اليباب ويرتدي …

أطباقها و ينهنه الأدغالا

و يظلنا في رحمة و يذيقنا …

برد الربيع و قد أفاض زلالا

نحيا به ما إن همى و نحله …

أرواحنا و نجله إجلالا

ويلوح في عذب النسائم عالم ..

عنا مضى لكنه ما زالا

نشتاقه و نراه يظهر بيننا …

ذكرى ونحدث بالقديم وصالا

رهط بهم كنا و إن غابوا فقد …

ضرب الزمان بأمسهم أمثالا

أندى الرجال يدا وأكرم صحبة ..

و أجل أفعالا و أشرف آلا

و كما سمت أفعالهم في غابر …

فلقد سموا فينا بذاك خصالا

لله ما صنع الجفاف بتربة …

ظمئت و كانت تشتكي إعلالا

و إذا الربى يحتلها بحلوله …

جدب فما كان الجلاء محالا

كلا ولا يأس الورى مهما ونت …

بهم المطي و لم يروا إبدالا

فالله جل الله في عليائه …

كرما و عز بفضله و تعالى

يعطي بما أعطى الخلائق منة ..

منه و يمنع من يشاء نكالا

و لنا حوائجنا و ليس لقانط …

إلا ضياع فيه زاد خبالا

ندعو وننتجع الغيوم ونجتدي …

بحرا و نجني بالدعا إفضالا

رغد و أمن في الديار و أنعم …

تترى تفوق الحصر و الإجمالا

و بها قضينا عمرنا و ترحلت …

فيها خطانا يمنة و شمالا

ما بين أودية تسيل و غائم …

يهمي و عمر بالمودة طالا

فنهيم في مطر ونرحل نشوة …

في كل واد بالمجلل سالا

ما كنت أعجب للقفار وفوقها …

قدر يغير بالقضا الأحوالا

فتعود من بعد التبدل روضة …

خضرا و تزهو نضرة و جمالا

و كأننا بالأمس ما بتنا على …

قلق و قد صعب المراد منالا

حتى مطرنا وانطوى في ظله …

كرب و عنا ما نقاسي زالا

و اهتزت الآكام من بعد البلى …

طربا و ألقت خلفها الأغلالا

ونضت قحاف الأرض رث ثيابها ..

و تسربلت من خضرة سربالا

فكأنها و العشب يستر عريها …

عذراء غطت جسمها إجلالا

و قلوبنا بين المفاتن بالهوى …

تحيا سعادتها و تنعم بالا

و إذا الغياث تأخرت أمداده …

دهرا وضقنا في الملال كلالا

فرجت وإن بعد المرام وإنما …

سينال كل معلق ما نالا

وإذا رأيت الغيم يهمي قادني …

ظني و ما منه خشيت وبالا

أما البعيد عن العيون فحسبه …

قرب و إن أودى بنا و أطالا

 

الطائر الجريح

احمدالمتوكل بن علي النعمي

جازان – حرجة ضمد

4 – 2 – 1446

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى