مقالات مجد الوطن

هل تسامح شخص أخلف بوعده ؟

 

التعرض للحنث بالوعد، يسبب ألم خصوصًا إذا كان الشخص الذي وعد صديقاً أو فرد من أفراد العائلة ، كل ماعليك هو أن تقبل حقيقة الموقف من أجل البدء بعملية المسامحة .

 

لا شك عمليًا أن الحنث بالوعد يصيبك بالغضب ، تخلص من تلك المشاعر لأن لا يمكنك تغير سلوك الاشخاص ، اتخذ قرار بألا يكون للوعد المخلوف ، ولا للشخص المخلف بوعده تأثير عليك …

 

ركز على تحسين شعورك ، تحدث عن المشكلة مع شخص آخر ، أخبره عن مدى انزعاجك و غضبك ،و اشرح له التأثير السلبي للإخلاف بالوعد ، حتى تجد متنفس لمشاعرك .

 

كل موقف هو تجربة للتعلم ، اتخذ قرار بالتعلم من التجربة بدل من الشعور بالمرارة حيالها ..

 

حاول رؤية الموقف من منظور الشخص الآخر ، فكر في نواياه ، هل كانت ميزانته محدودة ، وإذا وعدك بالتنزه ثم غير رأيه في اللحظة الأخيرة هل لديه مشكلة منعته من تنفيذ الوعد …

 

إننا جميعا قد نخلف بالوعد من وقت لآخر بسبب الظروف ، أو بسبب مشاكل داخلية ، مثل الخلافات الزوجية ، فلا تلم الشخص ، انظر إليه على أنه شخص و ليس مخلفاً لوعده حتى تتهيأ

لمسامحته ، صحيح صعب على المرء مسامحة شخص أخلف بوعده، لكن علينا تعلم مسامحة الآخرين ،لأنك ستدرك أن بمسامحة الآخرين سوف تتحسن حالتك النفسية ، و يخف الاكتئاب و يقل القلق ، و تنخفض مستويات التوتر وتتحسن الحالة الروحية ،والمزاجية ، وتتحسن صحة القلب.

 

كما أن المسامحة تساعد على انخفاض ضغط الدم، و تقوية جهاز المناعة ، وتحسن العلاقات الشخصية.

 

و أيضا تزيد من الاعتداد بالنفس والشعور بقيمة الذات ، فقد أظهرت الأبحاث و الدراسات أن المسامحة لها فوائد ملحوظة للغاية لأنها تقلل المشاعر السلبية والتوتر .

 

المسامحة لا تعني أنك ضعيف ، بل هي في الواقع خيار قوي يساعدك على المضي قدما ، و لا تعني نسيان ما حدث بل وضع حدود ،حتى تستمر العلاقة إذا كان الشخص من أفراد العائلة أو من الأصدقاء .

 

إذا كنت ترى أن العلاقة صحيحة فاجعلها من أولوياتك وإذا كنت تظن لا يكون الصلح صحياً لا بأس بذلك يمكنك القول ” اقدرك كشخص ، وأسامحك ، ولكن لا أظن أنه من الصحي لكلينا استعادة هذه الصداقة …

 

نصيحة أخيرة لا تستهين بالفوائد النفسية للتسامح ،إن الذين يعدون أنفسهم أكثر تسامحاً هم يتمتعون بصحة جسدية و نفسية، وأثببت دراسة اجريت عام 2005 في مجلة الطب السلوكي أن الشخص المسامح عنده جودة في النوم، و يستعمل أدوية أقل ،

وليس لديه ارهاق و شكاوي طبية ، المهم قد تكون عملية المسامحة معقدة إذا كان الأمر له علاقة بالخيانة لا تشق على نفسك إذا لم تتمكن من مسامحة الشخص فوراً ،امنح نفسك وقت لخوض عملية الحزن إذا دعت الضرورة ، و لكن احرص على أن تهدف للمسامحة و تذكر أن المسامحة هي من أجلك و ليس من أجله

 

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

كوتش علاقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى