رثاءُ عمي الغالي ( موسى حسين نجمي ) رحمه الله عاش طيباً ومات طيباً لا تنسوهُ من جزيلِ دعواتكم .
يخشى الجهولُ على الحياةِ ولهوها
وبهِ الحياةُ تبيتُ تلهو تَلعبُ
من كانَ يلقى من حياتِهِ عذبها
فبحتفهِ كلُّ الحياةِ ستعذُبُ
أنظر بعينكَ هل ترى مِنْ خالدٍ؟
لم يستلذَ بروحهِ من ينهبُ
أنظر بعينكَ هل ترى مِنْ راغدٍ
لم يشقى يوماً أو يَبِيتُ يُعذَبُ
أترى الذي رُغمَ الصعوبةِ نالها
ظن الإلهُ عن الشقاوةِ يكذِبُ
سيصيبهُ رغمَ انبساطةِ عيشِه
كبداٌ فهذا للخليقةِ مذهبُ
ذهبَ النبيُ وكانَ كلُّ هنائهِ
في ما يكون إلى الإلهِ يقرِبُ
لو دامت الدنيا خلوداً دائماً
كان النبيُ بحُلوِها يتطيبُ
ماتَ النبيُ وصحبهِ وجميعُ مَنْ
دانت لهم فشؤونها تتقلبُ
لو تُنْبئُ النظرات ماذا خلفَها
من حرِّ ما يُضني الفؤادَ ويُلهِبُ
يا آخرَ النظراتِ كيفَ خدعتِني؟
وتركتهِ في غفلةٍ ليَ يذهبُ
ذهبَ الحبيبُ فأيُ شيٍ بعدَهُ
قدْ يُشتهى أو يُسْتلذ ويُرغبُ
للهِ ما ألقاهُ من ألمٍ لِمَنْ
حبٌ لهُ في كلِّ قلبٍ يُعْشِبُ
موسى الذي كل الخليقةِ رددتْ
رحم الإلهُ بشاشةً لا تَنضبُ
فاهنأْ بنومك يا حبيبُ فإنه
ما مات ذكراٌ شمسهُ لا تغربُ
وانعم بقربِ الله إنكَ ضيفهُ
أتَرى كريماً للضيوفِ يُعذِبُ؟
حاشا لجودٍ للإلهِ ورحمةٍ
من أن يردكَ عن جنانٍ حاجبُ
أو أنْ تنالَ النارَ إثرَ خطيئةٍ
فالكلُّ منا عندَ ربي مُذنبُ
يا أيها المزروعُ في أحشائهِ
أجرٌ يمحصُ كلَّ ذنبٍ يُكسَبُ
لا تبتئس فاللهُ يرحمُ راحماً
أفنى حياتهُ للفضيلةِ يَطلبُ
هذا دعائي للرحيمِ أبوحهُ
لبشوشِ وجهِكَ يا فقيدُ سيُكتَبُ
رحِمَ الإلهُ مِنَ المواضعِ تربةً
فيها ذهبتَ عنِ العيونِ تُغيَبُ
ويُرِيحَ روحاً في الحياةِ تعذبتْ
يروي ضَمَاها الدمعُ منَّا يُسكبُ
ويمدُ قبراً قد سكنتَ وروضةً
كرحيبِ رحبِكَ يا رحيبُ سيرحُبُ
هذا يا يقيني في الدعاء بسطتُه
والله يُعطِي من دعاهُ ويوهِبُ
حافظ حسن حسين نجمي