………………..
الرومانسية مصطلح قديم تُعرف باسم الرومانتيكية أو الإبداعية هي حركة (فنية ، أدبية ، وفكرية) ركزت على الموسيقى والأدب والفن التشكيلي ..
نشأت في فرنسا في أواخر القرن 18 الميلادي وسرعان ما راجت في كل أوروبا ، ظهرت كرد فعل ضد الثورة الصناعية كما كانت تعتبر ثورة ضد الأرستقراطية والمعايير الاجتماعية والسياسية في عصر التنوير في أوروبا..
وكان للحركة الرومنسية تأثير واضح على العلم والتاريخ والسياسة ..
وكانت حركة الرومنسية في تلك الفترة تُطلق الحرية والعِنان للعاطفة التلقائية ، دون قيود العقل والفكر والمنطق ، ضاربة عرض الحائط بالديانات والعادات والتقاليد..
انتشرت الحركة الأدبية الرومنسية في كل العالم ووصلت للعالم العربي والإسلامي ، وظهرت في أدبنا المعاصر بشكل جديد ، تدعوا إلى الربط بين العاطفة التلقائية والإرادة الواعية في وحدة فكرية وعاطفية ..
بمعنى ألآ نترك العاطفة مطلقة حرة يجب ربطها بالعقل والفكر ضمن معايير الدين والعادات والتقاليد..
.
إلى هنا لم أصل لموضوعي الأساسي في حديثي عن مصطلح أو فكرة الرومنسية ، وكل ماسبق تعريف لمعناها الحقيقي ونشوء لها وتدرجها عبر الزمن..
مقصودي من المقال فكرة الرومنسية عند جيل برامج التواصل الاجتماعي Social Media
أو الجيل الجديد..
فقد تغيّر لديهم المصطلح وحُصر في (صفة) تُطلق على الشخص إذا قام ببعض السلوكيات مع نفسه أو مع الآخر ..
وأحببت أن أوضّح ، ليس كل من أشعل شمعةً ، أو أهدى ورداً ، أو أقام حفلةً ، وتذكّر آخر بهديةٍ في مناسبة ما ، خاصة له (رومنسي)..
ليس من أطلق عسل الكلام واسمعك مفردات الغرام (رومنسي)..
ليس كل من تحمّل تصرفاتك السيئة وتغاضى عن الكثير ؛ صوناً لبقاء الود (رومنسي)..
ليس كل من وقف بجانبك وأسندك في أزماتك (رومنسي)..
أحبتي ليست هذه رومنسية ، بل هي مودة وحب ورحمة ، زُرعت في القلوب وتتغذى عليها الأرواح ، أوجدها الله سبحانه وتعالي في تركيب البشر ، وأنشأها ديننا الإسلامي في فكرنا وعقولنا كواجب علينا في تعاملاتنا البشرية ، حب فطري ، لا شأن للرومنسية فيها..
.
الأب مصدر الآمان ، الأم منبع حنان ، الأخ والأخت سند ، الزوج يحتضن زوجته بعد أن يأخذها من عائلتها ويكفل لها كل الرعاية ، الصديق يخفف الألم ويبهج القلب ، الأحباب المقربين خير عون على هذه الحياة ، وأشياء أُخرى كثيرة..
هي مصدر حب فطري ومناخ هادئ آمن للتعايش بين البشر في تعاملاتهم ، لا شأن للرومنسية به..
الرومنسية ياسادة (فكرة) مرتبطة بالأدب والفن عبر العصور وليست سلوك وتصرفات..
.
الشعراء الرومنسيين المعاصرون كُثّر ولكن الأقرب لقلوب وأروح البشر نزار قباني ، أكثر من جسّد فكرة الرومنسية في شعره ، يقول في إحدى قصائدهِ:
لن أقولَ لكِ (أُحِبّكِ) اليومْ..
ورُبَّما لن أَقولَها غداً..
فالأرضُ تأخذ تسعةَ شُهُورٍ لتُطْلِعَ زهْرَهْ..
والليل يتعذَّبُ كثيراً ؛ لِيَلِدَ نَجْمَهْ..
والبشريّةُ تنتظرُ ألوفَ السّنواتِ ؛ لتُطْلِعَ نبيَّاً..
فلماذا لا تنتظرينَ بعضَ الوقتْ ؛ لِتُصبِحي حبيبتي..؟!
……………..
الكاتبة:أحلام أحمد بكري