ا / ليلى حكمي
وقفتُ قليلاً عند سبورة المدرسة كتبتُ اسم ليلى ومسحته وأحاول أن أخفي ضحكتي ؛ حينها لمحت بين حروف اسمي شيئًا مبهمًا
دفعني للفضول أن أتجاهل كراسي الفصل ، وأصوات الطالبات المشاغبات ، ورنين جرس المدرسة ، الذي يشير بأن الحصة الثالثة قد بدأت ، كنت في خيال يحيط بي ،
وكأن من خلفي ذراعين طويلتين بدون جسد وصوتًا خافتًا
ينادي باسمي ويوبخني بقوة مردداً لمَ تكتبين اسمك وتسارعين مع الممحاة مع ضحكات منك ، كيف لك أن تكسري خواطر الحروف بلا مبالاة ، اما أخبرتك الممحاة الغبية أن الأسماء مقدسة ، نعم متفهمة أنك بعمرٍ صغير ، ودم عروقك يميل للوردي ، ونظرات عينيك شاردة بكل اتجاه و تخافين أن يندلق من قنينة الماء قطرة صافية على طرف مريول المدرسة لقد خفت من الماء ولم تجربي شعور الحروف والممحاة تنهي ملامحه في ثواني ، عودي الى مقعدك مسرعة ولاتكرري فعلتك ،
دخلت حينها معلمة المادة وأثناء الشرح ، أخذني خيالي الصغير وبصدري ذهول وألغاز كنتُ أسمعُ صوت قطار ومواء قطة صغيرة
وأخذت أطيلُ النظر في شال المعلمة الذي كان لونه من لون السماء ، وكان في يدي قلم رصاص وأخذت أكتب بصفحات الكتاب الأخيرة ليلى ، وأكرر الاسم
حتى استدعى الفضولُ معلمتي للسؤال وقالت لي ماذا تكتبين ياليلى؟ وأين وصل معك الشرود ؟
أخافتني حقًا وقمت بإغلاق الكتاب وقلت لها لا شيء يامعلمتي ! ولكنها أصرت أن ترى ماذا كتبت فوجدت أنني أكرر اسم ليلى فضحكت وسخرت مني وقالت لي : لماذا تحتفظين بحروف اسمك وتقومين بتكرارها عدة مرات .؟هل تخافين ضياعه ؟
كنتُ خائفة أن أرد عليها ولكن حملت قلمي الرصاص وكتابي
ووقفت واستأذنت منها بالرد ، قالت تفضلي !
قلت لها : كيف وأنت معلمة ولاتعلمين بأن الأسماء مقدسة
نعم يامعلمتي ؛ عندما كررت حروف اسمي كنتُ شاردة هناك ولم أكن معك في هذا الفصل ولم أكن على طاولتي وهذا الكرسي فارغ تمامًا من حضوري ، لقد كنتُ مع قطتي الصغيرة إذ مر بجانبي قطار سريع أنه مزعج جدا وصدى قضبانه ترن في وسط سمعي إلى الآن وأنا خائفة على قطتي الجميلة ،
أما تكرار اسمي فربما قلمُ الرصاص كان مباركًا عندماكتب اسمي وبارك لأمي يوم ولادتي ؛ لذلك لقد قام بحضور الدرس معك وكان نائبًا عن خيالي وألقيت في قلم الرصاص حروف اسمي ولأنه يعرف تمامًا أن الرصاص تغلبه الممحاة فأخذ يكرر ….. اسم ((ليلى ))
وعندما رجعت قال لي لاتنسي ياليلى !
ولكن لم يكمل حديثه لي ،لقد قطع سؤالك حبل أفكاري والآن تفضلي وابدئي الدرس .
أنا هنا ….. واسمي معي حاضرٌ الدرس .
أعتذر يامعلمتي … إنني أقدسُ اسمي ويسافرُ بي خيالي. .