د . ضيف الله مهدي
الذي يعرفني يعرف أنني صادق فيما أكتب وبكتاباتي لا أريد شيئا ولا شكرا ولا ثناءً . إنما يعجبني سلوكا وفعلا فيستثيرني ذلك السلوك والفعل والعمل ، فينفعل لسان يدي فيبدأ يسكب لعابه على الورق ..
قبيلة الحكامية في بيش وقراها المجاورة من القبايل الكبيرة والعريقة ، وليس في بيش وقراها فقط بل في معظم مدن وقرى منطقة جازان والوطن الكبير المملكة العربية السعودية . وقبيلة الحكامية يمتد بها النسب الكريم حتى سعد العشيرة .. وسعد العشيرة هي قبيلة من قبائل العرب القحطانية، عرفت باسم جدها: سعد بن مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وعرف بـ«سعد العشيرة»، لأنه طال عمره حتى بلغ أبناؤه وأحفاده ثلثمائة رجل، فكان إذا ركب فيهم سئل عنهم، فيقول: «هم عشيرتي» مخافة الحسد.
وقد ذكر ابن الأثير في كتابه «منال الطالب» أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عمرو بن معديكرب، وكان أنفذه سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه بعد فتح القادسية، فراح عمر يسأله عن قبائل الجيش الفاتح فقال: ما قولك في علة بن جلد؟ قال عمرو: أولئك فوارس أعراضنا، وشفاء أمراضنا، وأقلنا هربا قال عمر: فسعد العشيرة؟ قال: أعظمنا خميسا، وأكبرنا رئيسا، وأشدنا شريسا. قال ابن الأثير معلقا: يريد أن سعد العشيرة أكثر مذحج جيشا، وأكبرهم في الرياسة والتقدم، وأشدهم بأسا وشجاعة. فقد جمعوا بين الكثرة والرئاسة والشدة.
ومن بطون سعد العشيرة ( بنو الحكم ).
واليوم أكتب عن هذه القبيلة في بيش ومسلية والقرى المجاورة لما رأيته من فعل جميل من هذه القبيلة والتكاتف والتعاون والحب فيما بينهم . فعندما يمرض منهم شخص تجدهم يقفون معهم ، وعندما يعود أحدا منهم من سفر أو دراسة أو غربة يرحبون به ويقيمون له حفلا تكريميا ، وعندما ينجح أحدهم يفرحون له ويقيمون حفلا تكريميا بهيجا له . وعندما يتقاعد أحدهم بعد سنوات طويلة في خدمة مجتمعه ووطنه يحتفلون به ويكرمونه ويبتهجون به .
هذه الأفعال – والله تسعدني وتفرحني – جعلتني أكتب أمتدح هذه الأفعال وأشكر هذه القبيلة العريقة الرائعة على ما يقومون به لأبنائهم – وهم ليسوا بحاجة لكتاباتي ومدحي وشكري – فهم أكبر ، ولكن أردت أن أنبه أن الشكر والتقدير الذي يأتي من قبيلتك وأهلك وناسك هو أعظم وأكبر من أي شكر وثناء يأتي من غيرهم ، فهم بفعلهم يقولون نحن نفتخر بك .