مقالات مجد الوطن

كن قنوعاً تكن أغنى الناس 

 

القناعة هي الرضا بما كتبه الله لنا وعدم النظر إلى ما عند غيرنا ، والقناعة لا تعارض الطموح ، هي حدود الممكن للطموح …

 

كثيرون في العالم يبحثون عن السعادة ، وهم متناسين فضيلة القناعة…

أن تكون قانعاً بالقليل شعور صعب جداً ، وأن تكون قانعاً بالكثير هو مستحيل ، فتدرب على القناعة بأقل الأشياء وكن ممتناً ، فإذا كان الفرد ممتناً لكل ما يملك ، فإنه سيفهم بأن الأشياء ليست بذلك السوء كما كان يعتقد ، لذا يجب عليه تدوين ، كل ما يشعره بالسعادة ، وقد يشمل ذلك ، حب الأصدقاء ، أو حب العائلة ،

أو الوظيفة التي يعمل فيها ، أو الفرص الثمينة الأخرى التي حصل عليها ، أو حتى الأشياء البسيطة التي يملكها في المنزل …

 

الشخص القنوع يشعر بالرضا بما قسمه الله له، ومن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبدا، نار خفيفة تدفئ خير من نار قوية تحرق..

 

الحياة ليست منصفة دائما ، كل ما نحتاج إليه القناعة و الصبر .يعني الاكتفاء بالموجود ، وترك الشوق إلى المفقود ..السعيد من راضى نفسه على الواقع ، والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان …قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس ” ، فكم من إنسان عنده الأموال الكثيرة ، وهو فقير القلب ، يلهث وراء الأطماع الكثيرة التي تملأ الدنيا ، ينبغي للمؤمن أن يكون قنوعاً غني القلب ، راضياً بما قسمه الله له من رزق و وظيفة ، وأبناء وزوجة وبيت وغيره ،لا بنظر مافي أيدي الناس .” كن قنوعاً تكن أغنى الناس”

 

الشخصية القنوعة تركز على الجانب المشرق في كل الأشياء دون المبالغة في ذلك ، ولا تترك المجال للأفكار السلبية بأن تسيطر على التوفعات ، والشخص المتشائم قد يحتاج وقت لتغيير أفكاره السوداوية ، لذلك عليه النظر إلى كل الجوانب ، من دروس الحياة وتجاربها ..فقد اثبتت التجارب أن وجود المقتنيات المادية أكثر من اللازم لا يزيد من الشعور بالرضا أو القناعة بل على العكس …اثنان لا يصطحبان أبداً القناعة والحسد ، واثنان لا يفترقان ، الحرص والحسد

 

تذكر فضل القناعة أنها سبب لفلاح صاحبها ؛فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً و قنعه الله بما آتاه ”

وقال صلى الله عليه وسلم ” ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس ” .فالقناعة تكسب صاحبها محبة الله ومحبة الناس ..

 

في النهاية الرضا والقناعة وجهان لعملة واحدة ، إذا امتلك الإنسان منها الكثير أصبح سعيداً وهذا هو محتوى كلمة السعادة ، فمتى كان الإنسان قنوعاً وراضياً بما يمتلكه سواء قليل أو كثير وحمد الله وشكره ، ملأت السعادة قلبه وروحه ، فالرضا طمأنينة النفس وسكينه القلب ، والقناعة كنز لا يفنى .

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

كوتش علاقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى