اناْ لستُ شخصَاً ينتهي
ابداً .. ولكنِّي أموتْ
لو متُّ يوماً سيِّدي
لن أنتَهي
فلربَّما يوماً أعُود
أنا ربَّما قد جئتُ
من عهدٍ قَديمْ
قد كنتُ في نُوحٍ
وفي طوفَانهِ
انا ابنُ نُوحٍ
جئتُ كي أبقَى ثمُود
أناْ جِئتُ أزحفُ ربَّما
وقَفزتُ صَقراً كي أطير
لأنامَ في رأسِ الهَرَمْ
لكنَّني بالكهفِ نمتُ
ولم أكنْ بينَ الرقُود
اناْ من سنينٍ لم أمُتْ
اجتازُ أعمارَ السِّنينْ
اجتازُ عُمرَ الأرض
احيَا من جَديد
وأظلُّ حيَّاً بالوجُود
فالكلُّ من قَبلي يموتْ
والكلُّ من بَعدي يموتْ
والشمسُ يوماً قد تموتْ
وتنامُ ضَوءاً خافِتَاً
بين المقَابرِ وَ اللحُود
سأظلُّ دومَاً سيِّدي
صَوتاً قويَّاً كالهَزيمْ
سَأعيشُ قبلَ البرقِ
أسبقُ دائماً كلَّ الرعُود
أنا ليثُ هَذي الأرضِ
صَوتُ الأرضِ
يخرجُ من فَمِي
أناْ قَادمٌ أسَدَاً
ويفتقدُ الأسُود
لاتنتظر أن أنتَهي
فلعلَّني أبقَى كَثيراً هاهُنا
أناْ قِصَّةٌ مُحتََارةٌ
بين النَّهايةِ وَ الخلُود
لن أنحَني طِفلاً
وأضعفُ لحظَةً
لن أنتَهي
أناْ ذلكَ العَربيُّ
من عَادٍ وَ هُود
فالقَوسُ في ظََهري
وما كانَ التقوُّسُ في يَدي
قد كانَ للهِ الذي
أعطاني هَذا القَوسَ
من طٌولِ السّجُود
……………………………
أبو حليم ……