✍️ ميساء عقيل
في ممرات مستشفى للصحة النفسية، حيث تختلط أصوات الأطباء بالممرضين، وتُهمس الكلمات بين الجدران الصامتة، أقف هناك، مرتدية زيي الرسمي، أراقب، أحمي، وأحمل على عاتقي مسؤولية لا يفهمها إلا من خاضها.
اسمي م/ع، أعمل حارسة أمن في هذا المكان، حيث لا تكون التحديات جسدية فقط، بل نفسية وعاطفية أيضًا. المرضى هنا ليسوا مجرمين، بل أرواح تحتاج إلى العناية، وبعضهم قد يكون في حالة لا تمكنه من إدراك تصرفاته.
المستشفى ليس مجرد مبنى مليء بالغرف والمرضى، إنه عالم مليء بالقصص، بعضها مؤلم وبعضها يحمل الأمل. نحن، كحراس أمن، نواجه الكثير: مرضى يحاولون الهرب، آخرون تنتابهم نوبات عصبية، وأحيانًا نجد أنفسنا في مواقف خطيرة. لكن رغم كل ذلك، أشعر بالفخر بعملي، لأنني لست فقط حارسة أمن، بل شخص يساعد في حماية من يحتاجون الحماية، سواء من أنفسهم أو من الآخرين.
قد لا يكون عملي مقدرًا من الجميع، لكنه مهم. فأنا هنا ليس فقط لأحرس الأبواب، بل لأحرس الأرواح، لأكون سندًا لمن يحتاج، ولأثبت أن الأمان ليس مجرد أقفال وأبواب مغلقة، بل قلب يفهم، وعقل يدرك، ويد تمتد في اللحظة المناسبة.