بقلم : خالد السقا
لطالما كانت المرأة العمانية مثالا للمرأة العربية في المشاركة التنموية الفاعلة والمؤثرة في مختلف المجالات العلمية والأدبية والثقافية والفنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث أنها ضربت موعدا مبكرا مع تقديم دور مهم ولافت في الحياة العامة، وبناء الوطن العماني الذي يحق له أن يفخر ببناته وهن يتقدمن ويُسهمن في تطويره وبناء صروحه الحضارية التي ترتكز إلى إرث عميق الجذور تحكي به الكتب والأسافير.
في كثير من المحافل وطوال ارتباطي القوي بالإنسان العماني بمختلف توجهاته وجدت تلك المرأة المثقفة التي تمتلك عمقا فكريا استثنائيا جدير به أن يصل بها إلى أعلى المراتب، وأن يضعها حيث ينبغي أن تكون وهي تعمل بكل جهدها من أجل تنمية وتطوير وطنها، وذلك تجسد في نموذج أخير من خلال المرسوم السلطاني الثالث الذي قضى بإنشاء وزارة الفنون وتعيين معالي الدكتورة سعاد بنت محمد اللواتية وزيرة لها.
معالي الدكتورة سعاد لا تمثل نفسها بقدر ما تمثل كل امرأة عمانية أولا ثم خليجيا وعربيا، بل وحتى على المستوى الدولي فهي إضافة لكل النساء المجتهدات اللاتي يملكن تلك القدرات التي تجعلهن يتبوأن المناصب الرفيعة ويخدمن بها مجتمعاتهن ويقدمن تجربة ثرية تعكس الدور الحيوي للمرأة، ما يشرف كل عمانية بأن تجد نموذجها يتقدم ويخوض معارك البناء والتطوير بكل جدارة وكفاءة واقتدار.
وللحقيقة فإن معالي الدكتورة سعاد تمتلك رصيدا ثقافيا وفكريا هائلا يؤهلها لمنصب الوزيرة الذي يليق بها ويمكنها من خلاله أن تقدم الكثير فيما يتعلق بتطوير الفنون بمختلف أشكالها خاصة وأنها تحمل رسالة بشرية تبقى مع الزمن كما بقيت فنون عظيمة في الرسم والتصوير والموسيقى وغيرها من ضروب وأشكال الفن الإنساني، وسلطنة عمان تملك من المواهب الكثير الذي يجعل الوزيرة اللواتية تهتم بهم وتوفر لهم المؤسسات الحاضنة والراعية التي تدعم وتحفز الإبداع الفني في مختلف أنحاء السلطنة.
وللعلم فإن معالي الدكتورة سعاد أول خليجية تشغل منصب نائبة رئيس مجلس الدولة، وذلك إنجاز فريد واستثنائي يؤكد أن المرأة العمانية يمكنها أن تحقق الإضافة النوعية في مختلف المجالات على الصعيد الخليجي أو العربي أو حتى الدولي نظير ما تتميز وما تمتلكه وما تعكسه من أبعاد حضارية عريقة لوطن هو رديف للتاريخ والجغرافيا، وله إسهاماته الكبيرة على مر التاريخ في مختلف بقاع المنطقة وصولا إلى قارة أفريقيا التي يشهد شرقها بذلك الحضور الذي لا تزال أثاره باقية وممتدة حتى يومنا المعاصر.
وبصورة عامة فإن المرأة العمانية وتحت رعاية القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، شهدت تطورات كبيرة في مختلف المجالات دعمتها لتصل إلى مثل موقع الدكتورة اللواتية، حيث توفرت للمرأة العمانية سياسة حماية اجتماعية متميزة، وتبع ذلك مشاركة مجتمعية متقدمة في المجال التنموي، إضافة إلى دور دور مجلس الدولة في صياغة القوانين والسياسات التي تتعلق بحقوق المرأة، وذلك كفيل بأن يجعل كل عمانية تفخر بقيادتها ووطنها، وتمضي في طريق النمو والتنمية والبناء بروح مفعمة بالحيوية وفتح الأفق لمزيد من العمل والإبداع كما نتوقعه من معالي الوزيرة التي نثق في أن الفن العماني سيشهد معها نقلة نوعية كبيرة.