بقلم….خالد السقا
رزانة وحكمة رجل الدولة تمثل إضافة عميقة وكبيرة للوطن، وتلك من ميزات الاستثنائيين الذين يُسهمون في تطوير التنمية وتحقيق متطلبات الاقتصاد بكل كفاءة وجدارة، لذلك ومن ذات نبع الحكمة والقيادة الرشيدة لبلادنا جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزيرا للطاقة، ليمثل نقطة تحول تواكب طموحاتنا في الرؤية والأهداف الإستراتيجية للنمو وتوفير الطاقة للعالم من مصادرنا ومواردنا الطبيعية بطريقة أكثر مواكبة لتقنيات الإنتاج والتنويع.
تجارب وخبرات سمو الأمير عبد العزيز في هذه الوزارة العريقة وهو خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، كانت بمثابة الرجل المناسب في المكان المناسب والزمن المناسب، فهناك كثير من التطورات في مجال الطاقة تقتضي دوره وحكمته وحنكته في إدارة ملف الطاقة على النحو الذي يحقق الانتقال المطلوب لاقتصادنا الوطني وقطاع الطاقة إلى آفاق جديدة، ورؤية أكثر حداثة.
كثيرة هي الخبرات التي اكتسبها سموه عبر مسيرة السنوات من خلال الهيئات والأجهزة المختلفة محليا ودوليا، لذلك فسيرته عبارة عن مزيج من الخبرات التي تجعل من شخصيته نموذجا إداريا وإثرائيا وتنفيذيا ملهما، فهو طاقة إدارية هائلة تمتلك رصيدا تراكميا من إدارة كثير من الأنشطة التي تتعلق بمجالات الطاقة وهي مما يصعب حصره في هذا السياق ولكن يكفي أن ننظر في شخصيته لنقف على حجم المسيرة العطرة بالمنجزات والأعمال العظيمة.
ولعلنا ونحن في خضم درس السيرة والمسيرة النبيلة لسمو الأمير عبد العزيز وعنوانها العريض هو الحكمة والكياسة والهدوء الذي يكتنز الكثير من دلالات العمق والبصيرة، نتوقف عند دوره في إنجاز أول استراتيجية أقرتها منظمة أوبك في مؤتمر أوبك الوزاري في عام 2005م، حين ترأس اللجنة المكونة من وكلاء وزارات البترول والطاقة في الدول الأعضاء في منظمة أوبك لإعداد استراتيجية أوبك للمدى الطويل. وقد تم تحديث الاستراتيجية من قبل اللجنة في عام 2010م، حيث حددت الاستراتيجية ثلاثة أهداف تتعلق بتعظيم العائدات البترولية لدول أوبك من خلال أسعار عادلة ومستقرة، والمحافظة على حصة البترول في الطلب العالمي على الطاقة وزيادتها، ودعم استقرار السوق العالمي للبترول وأمن الإمدادات إلى الدول المستهلكة إضافة إلى أمن الطلب العالمي على البترول، وحماية مصالح أوبك في المفاوضات والاتفاقيات الدولية.
هذا الدور الدولي يؤكد حضوره الفاعل في خدمة المجتمعات العالمية والعمل على توفير الطاقة لها، وهي وقود الحياة المعاصرة، لذلك فإن خبرته تخدم العالم بأكمله ولا تتوقف عند الحدود الوطنية فقط، وإن كان هناك أيضا مما نتوقف عندها وطنيا فلا بد من الإشارة إلى دوره الرائد في إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة، وذلك بتحويل البرنامج الوطني (المؤقت) لإدارة وترشيد الطاقة القائم بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى مركز وطني دائم في إطار التنظيم الإداري لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، فذلك أيضا يخدم الأجيال على المدى البعيد ويشكل قيمة مضافة لاقتصادنا من خلال تعزيز الكفاءة.
هي مسيرة مليئة بالمنجزات وكل تفاصيلها تستحق أن نقف عندها عبر مقالات ودراسات، ولكن حسبنا أن نكسب في مسيرتنا الوطنية مثل هذا النموذج الرائع لسمو الأمير عبد العزيز بن سلمان، وهو يقدم لنا رؤية جديدة في العمل العام، ويمنحنا بحكمته الكثير الذي يضيء طريق الوطن وتتحقق معه أفضل منجزات التنمية والنماء.