الكاتبة/ حنان بنت سالم الثقفي
شدتني احدى مقالات الكاتب الإماراتي عبد الله النعيمي وهي مقالة لم تتجاوز الصفحتان تقريباً تحدث فيها عن لعنة المقارنات وساق فيها قصة شاب خطب فتاة وبعد ثلاثة أسابيع ألغى الخطبة وأعلن الإنفصال عنها بشكل مزري فقط لأن جسدها لم يعجبه مقارنةَ بجسد كيم كردشيان المشهورة بالغرب وعقّب الكاتب تعقيباً حميداً ومقتضباً من خلال سرد هذه القصة الواقعية للأسف .
وشعرت فور قراءة المقال بالحزن عندها مرت بذهني قصص مشابهة وحنقت على هذا النوع من التفكير الناقد السلبي والمدمر للعلاقات والنفوس .
فأحببت أوسِّع النقاش بمقالي البسيط عن هذه اللعنة المشؤمة مع محاولاتي للاختصار لأن الحديث عنها يطول ويملأ مئات الصفحات .
ومقالي هنا لتوعية الإدراك لدى القرّاء وتنبيههم لخطر أثرها لذا رضيت بأن أُدرج مردفة ( لعنة ) رغم نفوري من هذه المردفة وتخوّفي من تعودي على استعمالها في القادم من مقالاتي .
ولكن لابد مما له بدّ فا للمقارنات صور وأشكال شتّى فهناك مقارنة الأولاد ببعضهم البعض من قبل الوالدين أو أحدهما أو حتى مقارنة الحُقب والأجيال ، وكذلك مقارنة الزوجة بغيرها من النساء سواء من حيث الشكل والمظهر أو التصرفات والأخلاق والدين وطريقة الكلام حتى تصل لأتفه الأمور .
ومثلها مقارنة الزوج بغيره من الرجال مادياً ومن حيث المظهر والشكل وقوة الجسد وأخلاقياً حتى وصلت للمقارنة في في كماليات الحياة من سفر وهدايا وحتى في الأمور الرومانسية كما في المسلسلات والأفلام .
وكذلك مقارنة الموظفين ببعضهم البعض من حيث العمل والانجاز وهي جيدة من المدير المُنصف ولكن الظلم الحقيقي إذا كانت مقارنته لهم في انجاز مصالحه الشخصية وتسخيرهم لخدمته في داخل العمل أو خارجه .
وأيضاً مقارنة المدراء ببعضهم من قبل الموظفين سواء بالسابقين أو الحالين أو مدراء آخرين بأماكن عمل أخرى ..
انها مقارنات ومقارنات لا تنتهي ولا تُحصر فهي متعددة ومتوالدة ولا نستطيع تجميعها ثم صبها في مقالة واحدة مهما اجتهدنا فقد أصابت لعنتها كل الأطراف .
فالمُقارِن لعنته بعدم الشعور بالرضا وعدم الإكتفاء والقناعة بما لديه من نعم أو بشر أو عمل أو حياة ككل , والمقارن به لعنته بشعوره بالإحباط من محاولاته كسب الرضا المستحيل وتولد لديه شعور بالغيرة والنفور وأحياناً الكره والذي حتماً سينهي أي علاقة مهما كانت قوية وعميقة .
مع هذه المقارنات أصبح الشعور بالسعادة والرضا والفرح والمتعة مع أطراف المقارنة مستحيلاً.
فتفككت الأسر عندما دمرت قدسية الزواج وانتهت العلاقات باختلاف درجاتها وقتلت روح التنافس في الإنجاز البنّاء في العمل والعلم وأدبر عنهم النجاح والفلاح وتأخر عنهم التقدم والتطور وضربت المجتمع بأسره بلعنتها .
فيا ليتنا نقضي على تفكير المقارنات الناقد السلبي المدمر ونعوّد أنفسنا على تركها كلما همّ بنا موجها يجذبنا نحوها فيكفي أن لعنتها أتعستنا وأتعست أبناؤنا وأصدقاؤنا وأحباؤنا وحتى امتدت لعنتها للأجيال القادمة والسابقة .
وأسوأ آثارها أنها ذبحت شعورنا بالإمتنان والشكر والحمد لله واهب النعم وحلّ بالأنفس التسخُّط فننقم ونكفر بالله والعياذ بالله .
فأي سوء وسواد ولعنات ماحقة أسوأ من هذه المقارنات ؟ ولنرفع شعار لا للمقارنات ولنقضي على سمة المقارنات في تفكيرنا ومشاعرنا وحياتنا وطريقة تربيتنا وحتى بمدارسنا ومناهجنا .
حتى لو وصل حد أن نلغي سؤال المقارنات في أسئلة قياس الطلبة للأبد لنتخلص منها ولا نعود أجيالنا على المقارنات حين نتخلص منها ستكون الحياة أجمل فنسعد ولا نشقى .
صح لسانك استاذه حنان سالم الثقفي ابدعتي في ردك وكتاباتك الجميله حول الموضوع وفيتي وكفيتي في مقالك الجميل هذا يسعدني أتابع كتاباتك والتواصل معك عبر الجوال هذا معك الإعلامي صحيفة مجد الوطن محمد سعيد آل غواء وسؤال هل لديك كتب أو مراجع تنشر الاطلاع عليها ٠٥٠٤٧٣٨٨٠٣
تشرفني متابعتك وسأتواصل معك ..