مقالات مجد الوطن

وأستقم كما أمرت

 

الإستقامة كلمة جامعة ، تتحقق بها معالي الأمور ، وبها يكمل الإيمان ، وهي من أعظم خصال السائرين إلى الله تعالى ، وأجل مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
فمن سلك هذا السُبل التزم به في كل أموره الدنيوية ليفوز في آخرته بحياة سعيدة هنية رضية في جنات النعيم .
قال شيخ الإسلام إبن تيمية ( أعظم الكرامة لزوم الإستقامة )
ما أروع وأجمل الإستقامة على العمل الصالح ، وهذا هو حال المؤمن الصادق في إيمانه .
قال إبن رجب : أصل الاستقامة إستقامةُ القلب على التوحيد .
فالقلبُ متى ما أستقام على معرفة الله ، وخشيتِه، وإجلاله ، ومهابته ، ومحبَّتِه ، وإرادته ، ورجائه ، ودعائه ، والتوكُّل عليه ، والإعراض عما سواه أستقامت باقي الجوارح كلُّها على طاعته فهي جنوده ، فإذا أستقام الملك أستقامت جنودُه ورعاياه ، وأعظمُ ما يراعى استقامتُه بعد القلب من الجوارح اللسان ؛ فهو ترجمانُ القلب والمعبِّر عنه .
فالمؤمن مطالب بها كما جاء في الذكر الحكيم { اهدنا الصراط المستقيم } وقد يقصر عبد الله في سلك طريقها كما ينبغي فيجبر ذلك التقصير بالإستغفار { فاستقيموا إليه واستغفروا }
فبالإستقامة تتحقق العبودية لله وحدة فيمن عليك الرحمن بالهداية ، والتوفيق ، والطاعة ، والعمل الصالح ، والصحابة الصالحة .
يتقدم كل ذلك وغيره خير الأعمال وأفضلها وهي إقامة الصلاة ونوافلها في وقتها والمحافظة عليها .
فمن أكرمة الله بها أطمئن قلبه بالقرب إلى الله تعالى ، وعصمته من الوقوع في المعاصي ، وسفاسف الأمور ، والتكامل عن الطاعات .
جعلني الله وإياكم ممن سلك سبلها ، وحقق مطالبها ، وغفر الله لنا أجمعين ما أسرفنا فيه من تقصير .

الكاتب نبيه بن مراد العطرجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى