الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فمع تداول صور المطاف وهو خال من الطائفين بسبب عمليات التعقيم والحفاظ على حياة الناس وصحتهم من انتشار وباء كورونا القاتل انتشرت كثير من الأبيات الشعرية والكتابات النثرية تضج بالأحزان والبكائيات وما شابه ذلك.
ومنها ما نحا تصريحًا أو تلميحاً إلى الطعن في الدولة السعودية لاتخاذها هذا القرار الحكيم الحازم بحكم مسؤوليتها في الحفاظ على شعبها والمقيمين فيها وقاصدي بيت الله الحرام ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام.
وبالتأمل في هذه الكتابات يتبين اشتمالها على عدد من المحاذير ، منها :
أولاً:
كان ينبغي أن تكون الرسائل والكتابات شعراً ونثراً في تأييد هذا الإجراء وشكر الدولة عليه وحث الناس على تقبله وتفهّم ملابساته حتى لا يكون في صدورهم حرج منه أو إساءة ظن بمن أمر به.
أما البكائيات فهي تدخل الحزن والغم والهم على قلوب المؤمنين، وتشمت الأعداء والمغرضين، دون ثمرة دينية ولا دنيوية وقد قال تعالى (لا تحزن) وكان ﷺ يستعيذ بالله من الهم والحزن.
ثانياً:
أن عامة الرسائل أغفلت أن الحرمين مفتوحان من قبل صلاة الفجر بساعة إلى بعد صلاة العشاء وأن الجماعة للصلوات الخمس والجمعة قائمة فيهما والحمدلله على فضله ولطفه، وهذا الإغفال إما بسبب الجهل بحقيقة الواقع وإما عمدًا حتى لا تسكن النفوس وتطمئن وتظن خيراً.
ثالثاً:
استغل دعاة الفتن لا سيما من تنظيم الإخوان المسلمين ومن معهم من الأنظمة والكيانات -كما هي عادتهم- هذا الإجراء الشرعي العقلي للطعن في الدولة السعودية زادها الله عزاً وتمكيناً.
ولا عجب في ذلك فالحسد والحقد والغل الذي في قلوبهم على التوحيد وعقيدة السلف وبالتالي على هذه الدولة السعودية التي تقوم على هذه العقيدة
هو الذي يدفعهم الى التشويش والإثارة وقلب الحقائق وإظهار محاسن الدولة السعودية بمظهر الإساءة ولا سيما في عمارة الحرمين وتطويرهما وخدماتها الجليلة لزوارهما.
ولو لم تتخذ الدولة هذا الإجراء وانتشر المرض بين المعتمرين لهاجموها ووصفوها باسترخاص أرواح المسلمين ونحو ذلك من التهم كما هو دأبهم.
إن هذه الحملات المغرضة يجب أن نواجهها بإظهار الحق، وبالكف عن الكتابات والكلمات والمنشورات التي قد تدعم موقف العدو دون قصد.
وختامًا فالذي شرع الطواف ببيته وشرع الجمعة والجماعة هو الذي شرع لنا الأخذ بالأسباب الواقية من انتشار الأوبئة والأمراض المؤذية والقاتلة.
ودين الله يسر لا عسر فيه، ودين الله كما جاء بسلامة القلوب وحياتها جاء أيضًا بسلامة الأبدان وحياتها.
رفع الله الغمة وكشف الكربة وأعان ولاة أمرنا وعلماءنا ورجال أمننا على ما فيه خير وصلاح البلاد والعباد والحمدلله رب العالمين.
كتبه
د. علي بن يحيى الحدادي
الخميس ١٠ / ٧ / ١٤٤١هـ
0 7 2 دقائق