مقالات مجد الوطن

أيها الظالمون .. مئة سنة تنسونها ؟!

د . ضيف الله مهدي

حرصًا من حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله تعالى ، صدرت توجيهات بخصوص الحرمين الشريفين بعد انتشار فايرس كورونا وإصابة بعض السعوديين الذين سافروا لإيران وعودتهم محملين بالمرض .. صدرت توجيهات بتعقيم ما حول الكعبة المشرفة ( المطاف ) والمسعى ويلزم منع الطائفين والمصلين من ارتياد هذا المكان ، وكل ذلك من أجل صحة الطائفين والمعتمرين والزوار والمصلين ، والمنع لفترة مؤقتة ، ومن حقها تتخذ أي إجراءات لسلامة مواطنيها وشعبها ولسلامة الحرمين الشريفين من انتشار فايرس كورونا وخاصة نحن نعلم الزحام الذي يقع في الحرمين الشريفين وكثرة أعداد المعتمرين والزوار والمصلين .. ونعلم الذين يتمنون زوالنا من على وجه الأرض وليس إصابتنا بفايرس كورونا .
المنصفون يعرفون أن الحرمين الشريفين لم يلقيا اهتمام وعناية وتوسعة على مر العصور والتاريخ والخلافات والإمارات والتي كان الحرمان الشريفان تحت سيطرتهم مثلما وجدًا من اهتمام وعناية وتوسعة منذ ظهور الحكومة السعودية .. ونتذكر الحاج ومعاناته وتكبده وتحمله المشاق والخوف من أجل تأدية فريضة الحج ، وكيف تبدلت الأحوال والأوضاع وأصبحت المشقة والمعاناة نزهة وسياحة وعبادة وتوسع الحرمان الشريفان إلى ما نراه اليوم ولم يصل إلى هذه التوسعة من قبل .. نتذكر كيف تحول العطش والجوع وتبدلا فالمياه على الممرات والطعام متوفر للجميع والأمن والأمان والطرق والمسالك الوعرة والضيقة قد أصبحت شوارع فسيحة مزفتة وأنفاق وجسور تسهل الحركة والوصول إلى جميع المشاعر بيسر وسهولة وقلة تكلفة ، وكل ذلك بفضل الله ثم بما قدمه ملوك آل سعود من المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حتى الملك سلمان وولي عهده الأمين حفظهما الله .
ثم تعالوا أيها الجاهلون بتاريخ الحرمين الشريفين ، أذكركم ..
بأن يزيد بن معاوية الخليفة الأموي منع الصلاة بالقوة في المسجد النبوي الشريف
ولوثه ووسخه عندما بقيت خيول جيشه شهرًا كاملًا في المسجد النبوي تبول وتوسخه بفضلاتها .. وكذلك توقف الطواف بالكعبة عدة مرات على مر التاريخ أشهرها.
في سنة 317 هجرية حادثة “القرامطة”، وهم أخطر فرقة من الشيعة، منعوا الحج يقال عشرة أعوام أو أكثر، لاعتبارهم الحج من الأعمال الجاهلية قتلوا و ذبحوا الحجاج على جدران الكعبة و سرقوا الحجر الأسود عشرين عاما حتى دفع لهم ذهبا فأرجعوه.
وفي عام 1814م توقف الحج بسبب انتشار مرض الطاعون.
وفي عام 1883 توقف بسبب تفشي مرض الكوليرا وتعطل حج ذلك العام .
وعندما حاصر الحجاج بن يوسف الثقفي عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وضرب الكعبة بالمنجنيق توقف الطواف والسعي والصلاة .
وفي خلافة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما هاجمت السيول الكعبة بسبب كثرة الأمطار التي سقطت على مكة المكرمة وكانت السيول حول الكعبة من جميع الاتجاهات وتوقف الطواف والصلاة وهدمت السيول بعض الأجزاء من الكعبة . ثم أعاد ابن الزبير بناء الكعبة على بناء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .
وفي عام ١٤٠٠هـ ، توقف الطواف والسعي والصلاة لمدة أسبوعين تقريبًا عندما هاجمت الفئة الضالة الحرم المكي الشريف ودختله بقيادة الضال جهيمان العتيبي . وفي بعض الأعوام وبسبب الازدحام الشديد توقف الطواف .
ومع كل ما حدث تتوقف حركة الأرض و القمر و لم تسقط الأجرام السماوية ، ومضت الأحداث وعاد الطواف والسعي وعادت كل الأمور لوضعها الطبيعي كل شيئ عند الله في كتاب مسطور . أولما أتخذت حكومتنا بعض القرارات والإجراءات حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين سمعنا أصوات الناعقين والبكائين والغوغائيين ؟!.
والله ثم والله مليون لم يلق الحرمان الشريفان اهتمامًا مثل اهتمام ملوك آل سعود بهما .. مئة سنة والاهتمام بالحرمين يزداد من سنة لأخرى ومع هذا لم ير الغوغائيون والهمجيمون والمتربصون ما قدمه ملوك آل سعود ، لأن الحقد والكره والحسد والجهل أعمى أبصارهم كما أعمى قلوبهم .
نحن مع حكومتنا في ما أتخذته من قرارات وما ستتخذه من قرارات ، والمتباكون الكذابون الهمجيون لهم الحسرة والأسى تأكل قلوبهم المريضة !! والله إن بعض المتباكين لم يدخل مكة والمدينة فضلا عن دخول الحرمين الشريفين .
نصرك الله يا وطنا ونصر قادتك وجيشك وشعبك وبقيت سيدا للشعوب آمنا مطمئنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى