سبحانهُ خلقَ العقولَ وعلَّما
وأنارَها بالبيناتِ وألهما
فتزيَّنت بالناسِ دونَ خلائقٍ
وأخصَّ بالعلمِ الوفيرِ عوالما
حتى الملائكة الكرام أحاطهم
عِلماً ، وأحجبَهم وعلَّمَ آدما
أرسى لكلِّ الأنبياءِ علومَهُ
ليعلِّموا أقوامهم ما أُبهِما
فأتى الحبيبُ محمدٌ خير الورى
لينير دربَ العالمين المظلِمَا
فأتاهُ جبريلُ الأمينُ منزّلاً
بالوحيِّ والآياتِ من ربِّ السما
إذ قالَ ” إقرأ” .. آيةٌ قد أسَّسَتْ
نهجَ الحياةِ لمن أرادَ تقدُّما
فتكرَّرَتْ لفظاتُها ..ما كانَ في
تكرارِها إلاَّ البيانَ المُحكَمَا
فمضى بسيرته العظيمة حاملاً
نهجَ الرسالة مبلِغاً ومعلِّما
فاجتازَ كلَّ المعضلاتِ بحِلمِهِ
ومحى ضلال المشركين وحطَّما
حتى استنارتْ أمةٌ في وعيها
وتدفَّق الفوجُ المُضَلّ وأسلما
ومضى صحابتُهُ الكرامُ بنهجهِ
وتتابعَ العلمُ الصحيحُ متمِّما
حتى أتانا عَبر مَنْ شقَّ الصِعـا
بَ لأجلنا و لأجل أن نتعلّما
وبَنَىٰ صروحَ المجدِ في عليائنا
وأزاح جهل الجاهلين ورمَّما
سلْ عنهُ مَنْ وصلوا العُلا وتقلَّدوا
تلك المكانةَ واستزادوا أنعُمَا
سلْ عنهُ نجَّاراً ،طبيباً ، عالماً
ومهندساً ومحاسباً ومقدَّما
من أين تكتسبُ العلومَ بحرفةٍ ؟؟
(لو يسألون النجم عنه تكلَّما )
وصلوا لما وصلوا وهذا فضلهُ
فبجهدِهم نجحوا وحازوا الأعظُمَا
ذاكَ المعلِّمُ مَنْ تجلَّى وارتقى
بالعلمِ سلَّحَ جيلَهُ فتزعَّما
ملكٌ يتوجهُ الزمانُ مفاخراً
لو ناظَرَ البدرَ المنيرَ تبسَّما
قد آن أن نعطي المعلِّمَ حقَّهُ
من بعد أن نشرَ الضياءَ وعمما
✍🏻 الأستاذ الشاعر
أحمد محمد أحمد زقيل
(أبو طارق )