مقالات مجد الوطن

بوعينا ننجو …

 

عاش العالم منذ أواخر العام الماضي 2019م شيئًا من الخيال لم نتوقعه جميعًا، إنها حقبة زمنية عصيبة، أشبه بقصص أفلام الحروب البيولوجية، حيث استقبل العالم العام الجديد 2020م بمنظور مُخالف لغيره من الأعوام التي سبقته، إنهُ مزيجٌ من الخوف والهلع والمجهول، إنها جائحة كوفيد_19 (كورونا) التي أزعجت العالم، ولله الحمد بدعم وحماية وتوجيهات قيادتنا ومجهودات رجالاتها عبرنا أولى أيام الجائحة وبلغنا استقبال شهر البركات رمضان المبارك بأمور لم تحدث من قبل، ولكن أقمنا شعائرهُ وأحسسنا بمشاعره بحرصنا بأخذ الوقاية والحذر وعدم نشر الوباء، والامتثال لتعليمات حكومتنا الرشيدة كالامتناع عن الخروج والبقاء بمنازلنا والتقليل من الحركة لأقصى درجة، ومن أعظمها الامتناع عن الذهاب لدور العبادة وأهمها على المسلمين جميعًا المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأيضًا أغلقت الكنائس والمعابد.. إذًا مرّ العالم بأسرهِ وبجميع أطيافه وأديانه بعاصفة كورونا التي لم يسلم منها بلد على الأرض، والتي طالت كل أمور الحياة من كل جوانبها السياسية والاقتصادية والعلمية والصحيَّة والبيئية، والآن انتهى دور الحكومات المباشر والدور علينا نحن الأفراد حيث أن الجائحة حدث عالمي، ولكن بعد كل التوقعات والأحداث التي عاشها العالم والمؤتمرات العلمية والعالمية والبحوث لمنظمة الصحة العالمية؛ اجمعت الآراء بأسرها حكومات ومنظمات رسمية ومنظمات المجتمع المدني بأن استمرار الحجر لن يُثمر وأثره الاقتصادي العالمي سلبي إذا استمر لأن الجميع استوعب ما قامت به الدول ولابُدَّ أن تعود الحياة إلى سابق عهدها ولكن بثقافة مُغايرة ألا وهو الوعي لنحافظ على حياة البشرية ، ونتجنب المخاطر وأن نبتعد عن المصائب، ونحافظ على الحياة فوق هذا الكوكب بالتوعية المجتمعية لأننا لابُد أن نتعايش مع هذا الأمر ونحاربه بسلاح الثقافة المجتمعية والوقاية من خلال اتباع تعليمات المنظمات الصحية بالتباعد واستخدام أنظمة الوقاية الجسدية من كمامات وحماية الأيدي بالعوازل والمعقمات والاغتسال حيث النظافة جزء من ثقافتنا الدينية، والالتزام بالقرارات والإجراءات التي تهتم بحياة الإنسان بجميع أقطار الأرض، وهناك علماء سوف يعملون لإيجاد البدائل وهناك مبدعين ومخترعين سوف يبحثون عن البدائل التي تخدم الإنسانية لأن العالم لايتجزأ، فعندما عمَّت الجائحة فقد أثَّرت على الدول العظمى والنائية وضربت الدول الغنية والفقيرة، لأنها جائحة لذا لابد أن يتغير العالم بأسره قادة وساسة وأفراد.
إن هذا الكوكب يسعنا ولكن بالوعي والثقافة والتعامل بالإنسانية وليس اللون أو الجنس أو الدين أو الطائفة؛ لأننا جميعنا شركاء على هذا الكوكب فاهتمام كل فرد منا وتمسُّكه بالتوعية والوقاية والآن انتهى دور الحكومات المباشر والدور علينا نحن الأفراد، فإننا نحافظ على سلامة أُسرنا ومجتمعاتنا وأوطاننا والعالم بأسره إذًا.. وقايتنا مسؤوليتنا…
بقلم
د/ محمدالسريحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى