مودة الفؤاد
تقسيط مبالغ المخالفات
نمط الحياة في الوقت الحاضر تغير من حال لحال فظهرت على أرض الواقع اللوائح والأنظمة التي يجب على المواطن التمشي بموجب لائحتها ، وما فرضته الجهات المختصة من جزاءات مالية لمن يخالف تلك الأنظمة ، وقد فرضت الغرامات بمبالغ مالية عالية لا تحركا ساكنا في أصحاب الأموال ، والطبقة العليا ، والمناصب القيادية المرموقة ، وراح ضحيتها الطلبة ، ومن لا عمل لهم ، ومن هم من الطبقة المتدنية والمتوسطة نظرا لارتفاع سعرها الخيالي الذي يخل بميزانية المصروفات المنزلية عند رب الأسرة عند سدادها بتلك المَبالِغ المُبالَغ فيها ، وما ينتج عنها من مشاكل أسرية لا تحمد عقباها لم يحسب حسابها من فرض تلك الغرامات المالية .
وسداد المخالفات المالية جملة واحدة أمر إجباري يلزم به المواطن عند الرغبة في إتمام معاملة في أي إدارة حكومية ، فذلك التجبر في سداد كامل المخالفات دفعة واحدة يكسر ظهر المرء ، وديننا الحنيف يسر سهل ييسر الصعاب { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ} ويساعد الضعفاء فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة …)
فالواجب أن يكون هناك لدى الأجهزة الحكومية تعامل مرن يساعد المواطن على سداد تلك المخالفات التي ترهق كاهله ، وتهز ميزانيته خلال ذلك الشهر وهو رب أسرة يعول من هم تحت ولايته ، وحيث أن تلك المخالفات لم تأخذ محبة وطوعا ورغبة ، وإنما سجلت على مرتكبها نتيجة خطأ أرتكب بالغلط فكانت المجازاة القاسية بفرض تلك الغرامات المالية المرتفعة عليه .
حبذا أن تكون هناك نظرة إيجابية ، ورحمة قلبية تجاه المواطن من قبل أصحاب القرار في تفعيل نظام تقسيط مبالغ المخالفات على دفع شهرية للمواطنين بمختلف طبقاتهم الحياتية رحمة بهم ، وبما يتناسب مع دخلهم الشهري ، ومراعاة ما نحن فيه من ارتفاع قيمة الحياة المعيشية ، والضرائب الحديثة المفروضة على كل شيء ، والالتزامات الأسرية ، وثبات الدخل .
أمنية أتمنى أن تحظى باهتمام المسئولين كما يتمناها غيري من المواطنين لتفريج كروبهم ، وتيسير أمورهم ، وكتب الله لمن ساهم وساعد في تفعيل نظام التقسيط الميسر للمخالفات الأجر عند الله عز وجل .
*نبيه بن مراد العطرجي*