بقلم المعلمة : مها المقبل
قد يتفق الجميع على أننا نعيش عصر التقنية بحذافيره ، وقد نصل في هذا العصر لتعريف الأمية ليس بعدم القدرة على الكتابة والقراءة ، بل بعدم إمتلاك مهارات التعامل مع التقنية والإنترنت ، فقد طغت شبكات التواصل الإجتماعي وصفحات الويب على معظم إن لم يكن جميع نواحي حياتنا ، ففي وقتنا الحالي لن تقتصر وجبة غداء العزاب أو حديثات الزواج على طبق الأندومي أو البيض المسلوق فبمجرد ( click ) وتفتح آلاف الصفحات لإعداد أطباق وأصناف طعام عديدة وشهية مكتوبةً كانت أو مرئية ، وقد تأتي هذه الأصناف جاهزة عن طريق فقط النقر على زر في الجهاز النقال ، وبهذه النقرة نستطيع الوصول إلى المواقع الطبية الموثوقة للتأكد من معلومة صحية أو الحصول على استشارة طبية ضرورية من خلال محركات البحث أو التطبيقات المجانية ايضاً بنقرة نستطيع الولوج إلى العديد من صفحات الإنترنت الدينية والرياضية والترفيهية ، وقد ألقى الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي بظلاله على العلاقات الإنسانية فها هي دعوات التهنئة والزواج والمعايدات أصبحت إلكترونية ، واكتفى العديد من الأفراد بالأصدقاء الافتراضيين عن أصدقاء العالم الواقعي. ولا نبالغ بالقول بأن حياة الإنسان أصبح جزء كبير منها رقمياً ، ولا نبالغ بحقيقة تقبل الجميع لفكرة التحول الرقمي ما عدا في جانب واحد وهو التعليم ،
فنصطدم هنا بالرافضين والمشككين بفاعلية التقنية في تحقيق أهداف العملية التعليمية ، متعللين بضرورة الاحتكاك والتفاعل الفعلي بين المعلم والمتعلم لحدوث عملية التعليم والتعلم ، وهو أمر ليس بالضرورة ويؤيد ذلك إحصائيات وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية عن التعلم الرقمي في فترة جائحة كورونا ، تلك الإحصائيات تبرز جانب مهم من الإطار العام عن جهود وزارة التعليم بالمملكة من حيث تسخير كآفة الإمكانيات المادية والإستعانة بالكوادر البشرية المؤهلة لتقود عجلة هذا التحول الرقمي في فترة قياسية و بمرونة فائقة تصمم وتبني بيئة تعلم وتعليم افتراضية يُقدم من خلالها محتوى تعليمي مناسب لمستويات المتعلمين ويمر المتعلم افتراضيا بما يمر به بالتعليم الكلاسيكي من أنشطة تعليمية وتقويم وتغذية راجعة بالإضافة إلى اكتساب مهارات التعلم التقني مما يحقق الهدف الأساسي من العملية التعليمية وهو إكساب الطالب البنية المعرفية والمهارات اللازمة لتهيئته للحياة العملية و تأهيله ليصبح طالباً عالمياً بالتوازي مع أهداف رؤية 2030 ، وهذا يؤكد على أن التعليم والتعلم من خلال المنصات الإلكترونية ليس مستحيلاً أو خرافة بل هو واقع تعايشنا معاه ، والتحول الرقمي ليس خياراً أمثل بل هو قرار إستراتيجي .