سُئل أحدهم عن إخفاء الشعور فقال: [كأني ألمس الجمرة في راحة يدي ثم أدَّعي أنها مُكعب ثلج]، في ذلك الوصف المُخيف حار قلمي أيُخفي كما يجب أم يُظهر مالا يجب وما بين الحيرة في التمرد أو الخضوع بدأ في سلسلةٍ غير مُتناهية من التساؤلات؛ ماذا عن العالم الخاص بنا المُكبد بالصراعات الداخلية ما بين الذكريات المؤلمة والمواقف المُهلكة والكلمات الجارحة؟! ماذا عن محاولة التخلص الغير إرادي من تِلك وإخراجها من دائرة الشعور واختزانُها في دائرة اللاشعور؟! ماذا عن نشاطُها ومُحاولة ظهورها بين تارةٍ وأخرى وتجديد حركة الصراع ضدها؟! ماذا عن جائحة التذكر والنسيان وكأنها تُهدد بالنهاية المميتة للذات؟! ماذا عن ضُعف إبداء المشاعر تجاه من لا يستحق العيش؟! ماذا عن الحيل الدفاعية التي نلجأ إليها لحماية النفس؟! وعن إختلال كيان النفس وردة الفعل؛ صمتٌ ام صَخب؟!
الكبت هو عملية خاصة بالشعور وميل الإنسان الدائم إلى حالة الإنكار لكُل ما سُبب له صدمة نفسية ولكن مع مرور الوقت تكون بداية ظهور الآثار هي ضريبة الإنكار ،ورغم أن التنشئة أساس تكوين شخصية الإنسان إلا أنها مازالت تفتقد ثقافة الحوار الذي يُساعد في البَوح عن المشاعر فرح أو حزن ، رضى أو غضب دون كبتها ، لذلك إن صحت كان صاحبُها كالشُعاع مستقيمٌ ومضاءٌ وإن لا فُتح حرف الشين ليكُن منكسرٌ متطايرٌ ويصعب لَمَّ شِتاته وتقويمه ، ورغم أن المجتمع مازال يَرى ويَحكم من المظهر الخارجي إن كان الشخص سوياً ام غير سوياً وجهل ما يُخفى وراء جدران ذلك القلب المُهدد بالانفجار في أي زمان ومكان نتيجة التراكمات القهرية والضغوطات الحياتية التي لابد منها والتي تختلف القدرات في التجاوز فإما ضعفٍ أو قوةٍ إلا أن الجميع يستطيع إحداث التوازن في كل أمور الحياة كي لا يحدث ما لا يَحمد عُقباه ، ورغم سلبيات الكبت التي تؤدي إلى الإنهزامية والسلوكيات الغير سوية التي تلقي بالنفس إلى الإجرام إلا أن الشيء بالشيء يُذكر إذ هنالك من يعبر عن مشاعره المكبوتة من خلال المجال الذي يميل له والإبداع الذي يراه ليتمتع بالعيش السوي والاندماج مع افراد المجتمع.
لمن يهمه الأمر: الكبت صديق سوء إن لم تفسح له المجال ليرحل لن تأمن؛ فإجعل لكُل فعل ردة فعل إياك ومنعها من الحدوث كي لا يكُن الثمن أنت؛ فلا سلامٌ خارجي إن لم يكن داخلي مُستَوطِن العقل والقلب والجسد.
الكاتبة: احلام الزهراني