الكاتب : عبدالله الغدير
اخرج إلى العالم وكُن إنساناً جيداً، فاعلاً للخير وقت الشدائد، التي-نحمدُ الله- عليها أنها في ظل مُجتمع واع، مَنّ اللهُ علينا به بقيادة حكيمة ضد جائحة عصفت بالعالم واقتصاده، وكأن فيروس كورونا امتحانًا للجميع، وبالأخص الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي اعتقدتُ أن دورها في تلك الأزمة ينحصر في اعتمادها على النُظم التقليدية المعتمدة ( الكم دون الكيف) لكن الله قد شاء لمملكة الإنسانية أن تتنسم على يد رائد العمل الخيري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، ورؤية مديدة صاحبها صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير محمد بن سلمان –حفظه الله- ليصبح الخير منهجاً لإنسانية شهد لها العالم، ووقفت لها البشرية مدحاً، كما قال
دسالم المالك بقصيدته
(قاصد الخير):
ليصبح الخير في أعمالنا كرماً
يعم غيثاً فيرمى الشؤم بالبرد.
ولأن العمل الخيري هو الضلع الثالث للتنمية، ومكملاً لدور القطاعين الحكومي والخاص، مواكبًا للتحول الوطني ورؤية المملكة 2030 م، انطلقت جمعية البر الأهلية بالرياض بمكوناتها الوطنية وفروعها التي انتشرت بكافة أنحاء الرياض، فلا عجب أن نرى فرع جمعية البر بشمال عاصمة الخير العربية “الرياض”، ودوره في مواجهة الوباء العالمي “جائحة كورونا “، في ظل ما تلقاه الجمعية بفروعها من دعم واهتمام ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الجمعية، ومتابعة وتوجيه فضيلة الدكتور الأمين العام للجمعية الدكتور ثامر بن ناصر الغشيان، ونائبه سعادة أ.د حمد بن خالد الخالدي، ومنسوبيها الكرام من الأيادي الوطنية.
إنه نهج تنموي كريم تتبعه “جمعية البر الأهلية بالرياض ” على مدى أكثر من 60 عاماً منذ تأسيسها عام 1374 هـ، يُخلد نجاحاً آخر في ظل الأزمات والكوارث والاضطرابات، التي ترتفع فيها أصوات غير القادرين لإيصال أصواتهم وإنقاذهم مما حل عليهم، كالأرامل والأيتام وإعانة المُتضررين من الوباء، وإيصال السلال الغذائية، وسداد إيجارات منازل المتعثرين، والأضاحي، وكل من يبحث عن بدل الضرر.
الإحسان في فعل الخير بلا من ولا أذى، مهمة تقوم بها “جمعية البر بالرياض ” عامة وفرع الجمعية بشمال الرياض خاصة، بتقديم أفضل الخدمات للأسر المستفيدة في العديد من البرامج التعليمية والعلمية والمهنية والصحية والتوعوية والاستخدام الأمثل للتقنية الحديثة، لتكون المُنقذ والداعم والمُساند لهم بعد الله في أزماتهم.
فيا قاصد الخير في أيامنا عجب
فالنحل يعطي رحيقاً ليس بالشهد
فالخير حق أياد الله منشؤه
والجود نبع وعنه البعض في صدد
إن الجمعيات الخيرية في المملكة تعتبر من أهم الدعائم الرئيسية للمجتمع الوطني، وهو ما رأيناه خلال فترة منع التجول بمناطق ومدن المملكة، ودور جمعية البر بالرياض في برامجها الخدمية والتطوعية ، ودور استخدام التقنية للخروج من القالب التقليدي الذي اعتادت عليه بعض الجمعيات، وقيامها بتنفيذ مشاريع استثمارية مُجدية، لخدمة الفقراء والمحتاجين والأسر المتعففة، برعاية شاملة للفرد والأُسر، فهي قناة اتصال وتواصل بين المتبرع والمستفيد بمواكب المتغيرات الواقعية.
وطالما أينعت جمعية البر وأثمرت جهودها بفضل الله ثم بتعاون المخلصين وإخضاع المقترحات للبحث ودراسة الأفكار والمقترحات المطروحة من المستفيدين وتطويرها؛ وعدم تركيزها على الكم دون الكيف، وعدموالتباهي بما تقوم به في مجتمعها، معتبرة بإدارتها أنها خادمة لوطنها ومجتمعها في أوقات العُسر قبل اليُسر.. كقول شوقي:
يا أخي والذخر في الدنيا أخ **
حاضر الخير على الخير أعانا
وإذا الدنيا خلت من خير **
وخلت من شاكر هانت هوانا