مقالات مجد الوطن

رحل العام وأقبل عام

 

العام اسم وهو يختلف عن الفعل والفاعل وجمعه أعوام ويقصد به السنة . طويت صفحاته وأغلقت بيبانه وأُجلت محاسبة أعماله .
صفحة جديدة بدأت للتو، عام أقبل بعد عام أدبر عانينا فيه كثيراً وفرحنا فيه كثيراً ونقصَ من أعمارنا الكثير، عام مضى بعد أعوامٍ مضت ونحن نسير إما لرقي وإما لانحدار لا نعلم كل ما نعرفه أننا نتنفس الرحمات إمهال بعد إمهال فارقنا البعض واستقبلنا البعض ولا زال المجال في نطاق المسموح لكل من يقرأ المقال أو يتنفس الهواء فقد أمهلنا الله من العمر ما يمكننا فيه محاسبة أنفسنا إن أخطأنا ولو تكرر الخطأ فساعة المحاسبة لا تأخذ منا سوى تأنيب ضمير وعزم على عدم العودة ظَلمنا أو ظُلمنا إن طُلمنا فحتماً سندرك مرارة الظلم أما إذا ما كنّا نحن من ظَلم فقد لا ندرك ذلك بسهولة إجعل لنفسك ساعة محاسبة واستغفر بعدها وإن أمكنك الرجوع عن ظلمك ورد المظلمة فلا تتردد وإن كانت كلمة أطلقتها على من لا يستحقها إستسمحه ولا عيب في ذلك وإن كانت الفرصة لم تعد مواتية توجه بدعوة صادقة وتوبة ماحية وإن عدت في ذنبك عاود التوبة .
نحن بشر نحب أنفسنا ونسعى خلف رغباتنا ولا يدرك أحد منا نتيجة ما يسعى اليه الا القليل .
تعلم يا صديقي أن الظلم الواقع عليك قد تكون مرارته أهون من ظلم قد أوقعته على سواك . توقف فورا وارفع أكف الذراع لخالقك منكسراً داعياً لمن ظلمت أو اعتقدت أنه ظلمك ليطهُرً قلبك من كل حقدأدخل عامك الجديد بشخصية مختلفة حاول أن تساعد نفسك بالتغلب على نفسك وانظر لجميع من حولك أنهم أحبه من رحل منهم ولا يزال على قيد الحياة تتبعه بالدعاء ومن رحل للقاء ربه أكرمه بالمسامحة . طهر قلبك بكثرة الإستغفار فإن كنت أتممت عاماً فلا تستطيع أن تجزم بأنك ستكمل هذا العام وكل ساعة محسوبة من أعمارنا عام ينقضي وعام يُقبل ثم ماذا ستتوقف الحياة يوماً .
نسأل الله أن يحسن ختامنا ويغفر ذنوبنا ويعفو عمن ظلمنا ويكتب لنا أجره إنه ولي ذلك والقادر عليه.
يقال :
طويلا لك العمرُ الذي تستحبّه
إذا طولُ عمرِ المرء مما يملُّهُ
يمرّ عليك العامُ فالعامُ سالما
فتختمه سعدا كما تستهلُّهُ

📝سلطان مديش بجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى