إن علائم النجابة وملامح الفطانة وخصائل اللباقة ليست حكرا على الصروح الجامعية والمراكز العلمية والمنابر الثقافية، بل هي سمات فطرية استودعها الله فئة من البشر حتى في الأماكن النائية والأطراف القصية، وعلى عاتقهم يقع عبء نشر المعرفة وإشاعة الثقافة وإضفاء البهجة في حال تهيئة البيئات المناسبة وحدوث المحفزات المطلوبة،
ويعتبر الشيخ علي بن يحي المشيخي
يرحمه الله أحد أبرز الرموز الريفية الثقافية المتفردة في محافظة الدرب
وتحديدا في مدينة الشقيق وتوابعها
حيث نبغ وهو لما يزل في سن اليفاعةالمبكرة
ولمع نجمه وذاع صيته وشاع ذكره في الوسط الاجتماعي حتى بات الأبرز والأشهر في حلق الذكر والرياض العلمية والمسامرات الثقافية
والفعاليات التراثية والمناشط الرياضية ، بالرغم من أنه لم يتلق تعليمه في المدارس النظامية ولايوجد قريبا من مقر سكناه في قرية(الصق…
وينشد الثقافة، ويعشق العصاميين والدؤوبين الذين استطاعوا أن ينقشوا
في أسفار التاريخ ملحمة قروي ناضل وجالد حتى أصبح رئدا يشار إليه بكل بنان منصف في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد.
رحم الله فقيد المعرفة والثقافة، والسيرة والتراث، والإصلاح بين الناس وإشاعة التواد ،الشيخ علي بن يحي المشيخي…لقد كان وبحق جامعة تنويرية وموئلا للوسطية والاعتدال، ومثالا للوطنية والمواطنة
التي يتجلى فيها التلاحم والتراحم
في كنف سماحة الإسلام وبهائه.
د.علي جمال الدين هيجان.
0 36 دقيقة واحدة