بقلم : عبد العزيز بن محمد أبو عباة
تحتفل بلادنا العزيزة بيومها الوطني الـ 90 و الذي يوافق توقيع مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود لأمر ملكي بتوحيد المملكة وتغيير اسمها إلى المملكة العربية السعودية بدلاً من نجد والحجاز.وجاء ذلك التوقيع في 23 سبتمبر/أيلول 1932، الموافق 21 جمادى الأولى 1351 هجرياً.
ويعد اليوم الوطني يوماً غالياً وعزيزاً في نفس كل مواطن سعودي ، وحقّ لكل سعودي أن يفتخر بهذا اليوم الذي وحد فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه ـ الجزيرة العربية التي مزقتها الحروب والقبلية في كيان واحد باسم المملكة العربية السعودية، واستطاع ومعاونيه من رجاله الأوفياء أن يبنوا دولة قوية وكياناً مستقراً يستلهم من الماضي ويستشرف المستقبل على أسس دينية وإنسانية، وتمكن من إرساء قواعد التعليم النظامي في المملكة، وإنشاء وتأسيس المستشفيات والرعاية الصحية، وإشاعة الأمن الذي كان مطلباً أساسياً للاستقرار مما انعكس إيجاباً على مجالات الحياة العلمية والعملية كافة، وانطلقت مرحلة البناء والنماء والتطوير في كل المجالات والميادين المختلفة، وواصل أبناؤه البررة ـ رحمهم الله جميعاً- المسيرإلى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهم الله ـ حتى غدت المملكة نبراساً يحتذى به وعلماً مشرقاً يسترشدُ به، وارتقت إلى مصاف الدول المتقدمة أمناً وأماناً للمواطن والمقيم، وأنا في هذا المقام أعبر عن كامل ولائي واعتزازي بوطني العزيز، وأهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وحكومتنا الرشيدة بهذا اليوم المجيد.
واليوم ينعم وطننا الحبيب بنهضة شاملة ومطردة، ويزدان برؤية 2030 التي تشكل نقطة تحول نوعية ستضع بلادنا في مصاف الدول العظمى، وتنقلها من الاعتماد على النفط إلى التنوع الاقتصادي في مختلف الأنشطة، وستكون انطلاقة لمرحلة تاريخية مهمة ستقود بلادنا الغالية بإذن الله تعالى نحو التقدم والرقي في بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح، يستشرف المستقبل برؤية المملكة ويحولها إلى واقع ملموس يلهم الحاضر ويبني المستقبل، ويسهم في التنمية المستدامة، بما يرفـع رايـة الوطـن فـوق كـل الصعاب والتحديات، وينعم فيه أبناؤه بالرخاء والرفاهية والأمن والاستقرار، كما تسعى رؤية المملكة إلى إحداث طفرة في القطاع الصحي بحيث يشهد فيه المواطن تطوراً في كل مؤشرات الصحة ويضعه في مصاف دول العالم المتقدمة في المجال الصحي.
وعلى الرغم من اهتمام رؤية المملكة بالتقدم الاقتصادي، وبناء الكوادر البشرية إلا أنها لم تغفل ما يهم المسلمين من الشعائر التعبدية من خلال التوسع في الحرمين الشريفين حيث حددت بنهاية رؤية 2030 زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من ٨ ملايين إلى ٣٠ مليون معتمر وهو ما لم يحدث في تاريخ الحرمين الشريفين من قبل.
وقد أسهمت الرؤية السديدة لحكومتنا الرشيدة وما تتمتع به من مكانة عالمية وقوة في الاقتصاد أن تتجاوز أزمة خطيرة حلت بالعالم ألا وهي أزمة كورونا حيث كان للمملكة إسهامات فاعلة في الحد من انتشار فيروس كورونا في بلادنا الحبيبة باتباعها لخطة محكمة في محاصرة الجائحة أشادت بها منظمة الصحة العالمية، وفي هذا دلالة على اهتمام دولتنا الحبيبة بصحة المواطن أولاً .
لذلك يحتم علينا الواجب الوطني أن ندعم هذه الرؤية بالإخلاص والعمل الجاد من أجل الإسهام في رفعة هذا الوطن وبنائه بقوة الإيمان والإخلاص والوطنية يقول تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) سورة التوبة، الآية 105.