شعر الاستاذ أحمد هادي دهاس. بيش
من السعيد الذي ســــــــــــرّتْه دنياهُ
ومن بأرجائها قد طـــــــــاب مسعــاه
هل السعيد من ازدادت عــــــــمائره
فكل أرض بها يخــــــــــــــتال مبنــاه
أم أنه صاحب الأموال يجمعها
ليشتري كل ما يبغــي ويهـــــــــواه
أم عازف العود يشجينـــا ويطربنـــا
ويُسمع الكــون والأطيــــار مغـنـــاه
أم عاشق الحسن والإبداع في خــودٍ
يرجــــوها في واحــة العشاق تلقاه
أم السعيد من استحلى بغـــــــــرفته
برامـــجــا بثهــــا صحن فســــــــــلاَّه
أم لاعبٌ سجــّـــل الأهـداف في فرقٍ
فصـــار في شهـــرةٍ عظمى بدنيــاه
أم شــارب الخمر يحسوها لتنسه ما
قد كان أثقل كاهـله وأضــــــــــــــناه
أولئك الــــقـوم هل حـقــاًّ همُ بشـــرٌ
عليهم السعد وضـــــــــَّـــــاءٌ محيَّاه
كلا وربي فـــــــما تلك السعــادة بل
سعادة المرء في رضوان مــــــولاه
إن السعـــــيد بـدنيــانا من انهمـرت
دموع عينيــه من ذنبٍ تلظــــَّــــــــاه
ومن يقـــوم إذا نام العـــــــباد ومن
يبيت يدعو إلى الإصــــــــــباح ربَّاه
إن السعيــد من ازدادت مــــــنائحهُ
لا تدري يســـــــــراه ما تنفـقْه يمناه
يقدِّم المال للمحتاج غـايته
رضاء من أسبغ النُّعـمى وأعــــطـاه
إن السعيد من ارتاد الجهــاد ومـن
رمى الســـــهام على العـادي فأرداه
ومن قضى نحبــه يوماً بساحــتـها
فكان في جنــة الفــــــــردوس مثواه
إن السعيد هو الــداعي إلى كـــــلِمٍ
رب السمـاء على المصــدوق أوحاه
في وجهه البشر وضَّـاءٌ وفي فمه
قولٌ نزيــهٌ عن الفحــشاء نحَّاه
إن السعيـد من ارتادت مجـــــالسه
أحبـَّـةُ العلم يسقيهم مصــــــــــــــفَّاه
إن السعيد بدنيــانا من اخــــــتُتمت
حياته وهو في طاعـات مـــــــــولاه
الله أرسل مـرســـــولا فعــــــلَّمنـــا
بأن من يبعث الموتى هو الله
وأن دستـــورنا القـــــــــرآن أنزله
عليه وحياً به جــــــــــــبريل ناجـاه
سعـــادة الخــــــــلق فـي آياته وبه
نور مبينٌ لمن ضـلوا من تاهــــــوا
وديننـا أحسن الأديان قــــــــاطــبةً
وما حوى السعـد في الدارين إلا هو
يا مــالك الملك يا ربي ويا أمـــلـي
يا سامع القول إن ما العـــــــبد ناداه
هب السعـــادة لي دنياً وآخــــــــرةً
وتب علي من الآثــــام ربـــــــــــاه
ذنبي عظيـــم وصفحاتي مســـوِّدةٌ
لكن عــــــــــــــــــفوك آمله وأبغاه
ثم الصــلاة على المختـار ســــيدنا
من نبتغي في جنان الخــــلد رؤياه
محمدٍ مزهق البطـــلان ما رُفـــعت
لله كف فأعطــاها عـــــــــــــــطاياه