محمد الرياني
لطالما سعد باللعب معها، يحب مطاردة الكتاكيت التي في الدار، لم يسمح لقطط الجيران أن تطوف حولها، ألوانها الصفراء والحمراء والسوداء تملأ عينيه سعادة، عندما كبرت يقف عند أعمدة مناماتها يراقبها وهي تصعد لتنام، لم يخطر بباله أن حد السكين سيجز رقبة واحد منها وسينزع ريشها وتتحول كومة لحم في قدر بها ماء ساخن، همه أن يطاردها وهي تجري ببراءة في الفناء، جاعوا يوما، اشتاقوا لرائحة المرق إلا هو، طلبوا منه أن يطارد واحدا منها يختاره بنفسه، جرى ببراءة خلف الجميع، بعضها يقفز عليه لينقره كما كانت تفعل من قبل، وبعضها توجس، فالمطاردة مختلفة تجعلها تختفي في قفصها الذي اشتراها لها من سوق الدجاج، أمسك بواحد منها، نادوا عليه بسرعة، ازداد صياح الديك، خاف الصغير وهو يرى منظر السكين يلمع في صباح اعتاد فيه على رؤية الدجاج يصدر أصواته المعتادة وهو يلتقط الحبوب المتناثرة في الأرض، وُضع الطير على الأرض، فُصل رأسه عن جسده، اختفى الصغير حتى لايرى بقية المشهد، رأى القدر على النار وأعضاء الديك في الماء الذي يغلي، حان موعد الغداء، اعتذر بحماية الكتاكيت، لم يشاركهم في أكل الطير الذي ذبحوه بحد السكين، سأل نفسه وهو يرى الصغار يكبرون في القفص، اقترح عليهم بيع الدجاج، باع الكتاكيت حتى لايراها تكبر ، بقيت الرقاب العريضة في القفص تننظر موعد غداء آخر.