تشرفت بحضور أمسية افتراضية نظمتها جمعية الكشافة العربية السعودية ، خصصتها للحديث عن مآثر ومناقب امير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – رحمه الله – وكان على رأس حضور المنصة رئيس جمعية الكشافة الكويتية الدكتور عبدالله الطريجي ، الذي كان يتقبل العزاء من جميع الحضور نيابة عن الأسرة الكشفية الكويتية ، وقد عمد منظمو الأمسية إلى عرض جزء من علاقة الأمير الراحل بالحركة الكشفية مدعوماً بالصور ، ودفعتني إحدى الصور للتداخل والتي أتذكر انه خلال مناسبة الصورة عام 2015 أثناء استقباله- غفر الله- لرئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب الدكتور عبدالله الطريجي وأعضاء الاتحاد المشاركين في الاجتماع الـ 21 للاتحاد والمنعقد بالكويت ، ظهر لنا على شاشات التلفزة خلال تقديم الدكتور الطريجي لهدية تذكارية لسموه أن هناك شيء اسعد الأمير كثيراً من خلال ابتسامته الطويلة ، فكان سؤالي هل يتذكر الدكتور الطريجي سر تلك الابتسامة ، فأورد أن ذلك يعود الى أن الهدية كانت عبارة عن صورة لسموه مع عددٍ من زملائه عندما كان في فتيان الكشافة بالمدرسة المباركية مابين أعوام 1963 – 1938 ،حيث عرفنا سموه على المتواجدين بها وهم : السيد عبدالمطلب الرفاعي، والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ، والشيخ سالم العلي السالم الصباح ، والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، والشيخ خالد العبدالله السالم الصباح ، وأن تلك الفرقة كانت أول فرقة كشافة بالكويت ، وهذا يعني أن آخر ثلاثة حكام لدولة الكويت كانوا كشافة وهم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – رحمهم الله جميعاً ، وتحدث سموه حينها عن أثر الحركة الكشفية في شخصيته.
وقد تضمن العرض صورة لسموه تعود الى عام 2007 خلال استقبال سموه رئيس مجلس إدارة جمعية الكشافة الكويتية – آنذاك – السيد سالم محمد الراشد ، ورئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب – آنذاك – النائب ناصر الصانع والسادة أعضاء مجلس ادارة جمعية الكشافة الكويتية ومجموعة من الأشبال والكشافة والجوالة ، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على الحركة الكشفية العالمية ، و70 عاماً على الحركة الكشفية الكويتية ، وقد اشاد سموه حينها بالدور الفاعل للحركة الكشفية لاسيما وانها ارتبطت منذ تأسيسها مع بداية تطور التعليم والمناهج المدرسية في الكويت ، وساهمت انشطتها المختلفة في العديد من المجالات الحيوية ، وثمن سموه في ذلك اللقاء الجهود التي تبذلها الحركة الكشفية في خدمة وتنمية المجتمع منذ تأسيسها بالكويت ، مؤكداً أن الحركة الكشفية تحظى بكل الدعم والتقدير من قبل الدولة.
وقد ادى هذا الدعم من سموه – رحمه الله – إلى تحقيق الكشافة الكويتية الكثير من المنجزات ، وسجلت حضوراً لافتاً في المحافل الدولية وفي الاستضافات ، توج ذلك بانتخاب رئيس جمعية الكشافة الكويتية الدكتور عبدالله الطريجي رئيساً للجنة الكشفية العربية وهي أعلى سلطة كشفية عربية وذلك خلال المؤتمر الكشفي العربي التاسع والعشرون الذي عقد في شرم الشيخ سبتمبر ٢٠١٩ ، الذي تلقى حينها تهنئة أمير البلاد الراحل في برقية أعرب فيها عن خالص تهانيه بذلك الإنجاز للكشافة الكويتية سائلا الله له كل التوفيق والسداد لما فيه خير وخدمة الكويت وتحقيق كل ما يتطلع إليه من عزة ورفعة وازدهار ، وثمن سموه في البرقية حينها الجهود المبذولة التي أهلت دولة الكويت بتحقيق هذا الإنجاز ومتمنيا للجميع دوام التوفيق والسداد لخدمة الوطن الغالي ورفع رايته في المحافل الإقليمية والدولية.
رحم الله الشيخ صباح، وللكشافة في العالم أجمع أن تحزن على رحيله ، سيظل حاضراً بتراثه وبصماته، وما خلفه من مآثر وطنية رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جنانه.
مبارك بن عوض الدوسري