مقالات مجد الوطن

وفجأه تغير كل شي

بقلم الكاتب د /تركي أحمد العبيدي

اليوم طرحت سؤال على مجموعه من الشباب عندما تغير عليهم الجو فجأة! من هادي إلى ريح شديد، فاختلفت الآراء، كل شخص ذكر أسباب تغير الجو وكلًا منهم يريد إثبات وجهة نظره أنها هي الصحيحة..
فقلت لهم أنا ساذهب بكم بعيدًا، حيث العافية التي نحن علينا فلنحمد الله على تجدد الصحة والعافية، وبقاء النعمة، فإن كان أحدنا في يومه ينعم بالصحة والعافية، ويملك بيت يؤويه، وزوجة صالحة تحفظه، وأولاد بارين، ودخل يمنع عنه الفقر، فهذا شخض يعيش عيشة الملوك،‏ اللهم لا تغير علينا الحال إلا لأحسنه وأبعد عنّا أذى الدنيا وسوء الخاتمة.

ومن متغيرات الدنيا ونواميسها:
شخص كان غنيًا، وفجأة! انحرق مستودع بضاعته، فأصبح فقيرًا، ورجل ينعم بالصحة والعافية، وفجأة! حصل له حادث، فأصبح معاقًا، ورجل كان ينعم بأسرة جميلة، وفجأة! انهدم على عائلته المنزل بسبب الزلال، ووووو وكثيرة هي الملمات والحوادث التي قد تقلب عليك الحياة بلحظة أو بمكالمة هاتف أو برسالة نصية أو بنتيجة تحاليل أو بخطوة خاطئة في الشارع أو بمقابلة شخص، أو بكلمة عابرة أو بموقف ما!
لحظة واحدة قد تقلب حياتك رأسًا على عقب، وتنهي كل مخططاتك وترتيباتك! فإذا كان لاشيء مضمون في الدنيا ولا تملك صك بقاءه إلى الأبد، فأرح بالك، وتوكل على من بيده إصلاح شأنك كله.

وكل الذين نراهم دائمًا سعداء ومبتسمين ومتفائلين، هم مثلنا تمامًا يواجهون مشكلات وهموم، لكن هم أكثر تفهمًا وتعايشًا مع الحياة، تحت مبدأ قادرون على التخطي، فلا يستطيع أحد أن يعود إلى الوراء لكي يغير إحدى تلك الأقدار، ولكنه يستطيع أن يبدأ اليوم لكي يصنع نهايات رائعة وجميلة تمحو كل تلك الأحزان..
واجعل الرضا واقعك فهو جنة الدنيا والنسمة الرقيقة التى تمر على قلبك، فمن كان كذلك فهنيئًا له ماهو عليه من رضا وسكينة، وليستبشر خيرًا وسيأتيه أجمل مما يتخيل لأن ربه لا ينساه أبدًا بحسن ظنه بربه.

لفت انتباه
لو كانت السعادة تعني الحياة بلا قلق، لكان المجانين هم أسعد الناس. فالناس تبحث عن السعادة، أما السعادة فتبحث عمن يستحقها..
خلاصة الكلام؛ سعادتك ليس فيما تملك بل سعادتك في قيمة حياتك.

حديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بات آمنًا في سربه، معافًا في بدنه، يملك قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى