مقالات مجد الوطن

مدن بعيدة

 

ا / ليلى موسى حكمي

——————————

كأني قد وصلت إلى المدينة ،

وأني لا أستمع لصيحات الغياب، أي اعذار

قد خيم بها ، عواصف ودموع ، بلا تراب

وعلى خطوط يدها البارزة ،،

أسماء كثيرة وعابرون نصف صفحاتهم ضاعت

بوسط العباب ،

مدن …لاتسكن المواقع …. أحجارها طين ::

وأعمدة بنيانها من سحابة ،

لم تكن غير حجارة وماء وطين …

. وراء صمتها صوت عواء الذئاب ::

وسطحها المقلوب قد عجز عن

تفسيره كل عابر وقارىء::

وفي ممرات السنين ، آثار

من خطوات أقدام الشيطان

وكل الأغصان تميل غاضبة ،

ويسمع في ضواحيها !! نعيق

الغربان ،

وسكة الرجوع ،،إليها ،قصيرة ،، مرتبكة

تبدو بها رفات من قبور الزهور …

وأعالي أسوار حدائقها عصافير

مشردة ….

مدن …يكسوها ظل وأشباح الظلام

…..

وكأن مابها ديار ، أو كل الديار بها … نيام

….دار بي أكثر من سؤال وكان بمخبأ فكري

لمحات مزدحمة ،،

تلفني مع رائحة حرير الستائر القديم،،

وهمهمات !! تتحدث مع السكون،

وتنفض من عبائتي غبار ،؟ المكان

وحير صمتي سؤال ؟؟

لماذا ؟الوحدة ، تلامس الجدران

!! أين كل الجهات !!

هل نسيت بالطريق مخليتي وشباك المدينة ،

مع أنني كنت أردد التسبيح والأذكار والكثير من الاستغفار

هل أنا مستيقظة أو أكتب حروفًا خارج السطور ؟

نعم ،اشتقت أن أكتب للمدن ، للقناديل المضيئة ولصحوة الورود ونغمات صباح المدينة !!

تحديت الممرات القديمة ،

حتى نام الطريق بين سطوري.

لم أجد وجه أمل ولا نهاية رجوع

غير مدن بعيدةأوهمتني كثيرا

وأوهام الخيال وزيارة المكان .. لقد هجرت حقائبي

وهناك مللت الشعور لم يستقبل الباب !

حتى صوت خطواتي ،

وكأني نسيت حذائي وغادرت ! مسرعة مع خوفي

تبقّى مني صمتٌ يتجول بالظلام ،،

قال لي :لعل كل أرواح العابرين

هنا يتيمة ، لم يبق لهم من طيش المدينة

إلا الأفئدة الخاوية

أو لعل فرحهم والنور قد انطفأ من عيونهم

كل معتقدات المدينة ،

وباتت يتيمة أرواحهم ،

وتهدمت السكك … ولم تعد لهم طويلة

أو هاجرت قلوبهم وبقيت ذنوبهم … أسيرة هنا

ولم يتبق غير أنين من بكاء المدينة ،

كان منظرًا كئيبا ،،

روح طفلة … يتيمة

ياليتني البارحة لم أسافر للمدن البعيدة

رجعت انا ، والسؤال ،وتركت أقلامي.

و في نفسي عاث الخيال

وألم الحسرة، والمحال

استحالة !! يا سنين قاسية ،

أضعتِ فرحة العمر الثمين

حتى غاب كل العابرين

والملام شوَّه وجه المدينة

وأنهى الرواية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى