بقلم / المستشار
فهد بن ظافر أبوحية
بطبيعة الحياة البشرية وفي أي مجتمع إنساني بحسب تكويناته ونوع الارتباطات التي تجمع أفراده تتشكل القناعات التي تختلف من إنسان لإنسان آخر ، وعادة ما تكون المصالح المشتركة محل اختلاف في وجهات النظر ، ولكل مجتمع أسلوبه وثقافته في إدارة الاختلافات وبناء القناعات وعندما تخرج عن إطار السيطرة فإن إعادة ترميم العلاقات بين أفراد ذلك المجتمع الواحد، وتقريب وجهات النظر تتطلب يدٌ مصلحة لديها من مقومات إصلاح ذات البين الشيء الكثير
ولعل من أهم سمات المصلحين القبول لدى أطراف المشكلة والعمل بحيادية بعيداً عن الميول أو الانجراف لصف طرف على حساب الآخر ، وشمولية النظرة لمحور الخلاف ودراسة ابعاده ومسبباته والمؤثرين فيه ، وإعادة بناء القناعات الفردية والتي عادة ما تكون هي السبب الرئيسي في بروز المشكلة ، كما أن هناك عناصر مؤثرة في محيط المشكلة يجب الاستفادة منها إذا كانت ذات أثر إيجابي للبناء والإصلاح المجتمعي أو تقليل اثرها في حالة أنها ذات أثر سلبي على موقف الاصلاح بين الناس.
ويعد السلم المجتمعي في مجتمعنا من أولويات البناء والتي جعلتها قيادتنا الرشيدة حفظها الله محل عناية وذات أولوية من منطلق شرعي يحث على إصلاح ذات البين ومن رؤية البناء والتنمية التي تتطلب مجتمعاً متقارباً ينبذ الخلاف ويسعى للتقارب والتآلف، ولذلك فإن لجان إصلاح ذات البين التي تنبعث مسئولياتها بإشراف ومتابعة من إمارات المناطق ، وبتنسيق من القضاة في المحاكم الشرعية قد اسهمت في تصحيح مسار العلاقات الاجتماعية وردم الفجوات التي كثيراً ما تقع بين الأفراد أو المجموعات
ولعل حديثي هنا من واقع تجربة شخصية عرفت من خلالها أهمية الدور الذي تقوم به لجان الاصلاح والعقبات التي تعترض عملها عندما يكون الخلاف متغلغل والمؤثرون فيه أصحاب تأثير على قناعات الأفراد ، إلا أن الصدق مع الله وحسن النوايا وبناء الثقة عند المستفيدين من الاصلاح جميعها تكون عوامل تأثير وتقريب للوصول إلى الهدف المنشود والطريق المحمود لتحقيق الألفة والمحبة بين أفراده
وعندما يكون الحديث عن مجتمع يضع اقدامه على أعتاب رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي يرعاها ويشرف على تنفيذها سمو ولي العهد حفظه الله، ويشترك ابناؤه في مسئولية التنمية والبناء والريادة في عهد قيادة حكيمةو طموحة وضعت للمملكة قدماً ثابتة في مصاف دول العالم الأول فإننا مطالبون جميعاً بنبذ الخلاف مهما كانت أسبابه ، ووضع المشكلات الصغيرة في موقعها الطبيعي دون تضخيم وتهويل حتى يمكن حلها بسهولة ، وترك باب اصلاح ذات البين موارباً ، ليكون للمصلحين دورهم الرائد، وللعودة طريقٌ محفوفٌ بالتسامح والتغاضي
وأخيراً فإن الطريق التي جمعت الناس في مسيرة البناء والتنمية قد اغلقت كل أسباب الفرقة والتنافر واصبحت الأيادي جميعها تحمل شعاراً واحداً وهو رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
المستشار
فهد بن ظافر ابوحية