السجع لحنٌ تغنيه حمائمهُ
والحب يحـلو إذا قلبٌ يلائمهُ
والقلب يصفو لمن تصفو مودته
والليل حزنٌ إذا غيري تناغمهُ
فإن طلبت هوى من لست تبلغه
فإنما هو حلمٌ ، أنت حالمهُ
كم بتُّ ليلي وقصر الحب أعْمُرُه
حتى انقضى فإذا بالصبح هادمهُ
لبست تاجاً وأنتِ من يكلّللني
وطفت بالنجم مسروراً أزاحمهُ
أنشدت حلو قصيدي في حدائقها
وقلت غنّي وأنت الحسن ناظمهُ
فلم تجبني وشوقي جرّ خيبته
وسرتُ جرحاً وكل الحزن كاتمهُ
أكلّما أشتهي ، حظي يعثّرني
كأنني والاسى حالي ملازمهُ
يبيت وجهي ، وسعدٌ في ملامحه
والقلب بالهم مخدوم وخادمهُ
تقاذفته ظنونُ الليل تصرعه
كأنني بيـن أمواجٍ تلاطمهُ
تعدو عليه شكوكٌ لو يفر بها
خارت قواه ولاقته ضراغمهُ
فريسة الحزن لا منجى يخبأها
غاب السرور ولا جاءت مواسمهُ
وكل يوم جرعنا من مرارته
حتى استسغتُ وروّتني علاقمهُ
ذكرت شيئاً وشيئاً لن أبوح به
ومجمل الحال عند الله عالمهُ
العمر ولّى ، ويمضي حبها معها
ولن يسرك بعد البعد قادمهُ
فينا تعيش سويعاتٌ قضيناها
يحيا بـهــا القلب لو حزن يداهمهُ
عشْ مابقيت على ذكرى وان قصرت
لو أقبل الدهرُ خيراً ، أنت سالمهُ
بكى من الحبّ مَنْ ذاقوا صبابته
وكم جهول به ، رُدّتْ مزاعمهُ
فلا همومك إن أُثْقلتَ ثابتة
ولا تظن سروراً ، أنت دائمهُ
موسى علي صنبع