شرفتني جمعية الكشافة العربية السعودية عام 1409هـ ، بالعمل في إحدى المجموعات بمعسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام ، والانضمام إلى معسكر منى الرئيس الذي كُلف حينها الرائد الكشفي وخبير التدريب الكشفي علي احمد الحفاشي الغامدي بقيادته ، ومن أول ساعات وصولي الى ذاك المعسكر ، ومقابلة تلك الشخصية ، التي رحبت بشخصي ، وتناولت معه حينها ورفيق دربه الرائد الكشفي أحمد الشعفي ، ومعنا الزميل محمد الكتبي وجبة الغداء ، تذكرت حينها مقولة الفيلسوف الصيني أن أفضل قائد هو ذلك القائد الذي لا يكاد الناس يشعرون بوجوده، ولا يكون القائد متميزاًً لو أطاعه الناس ومدحوه، وهو الأسوأ عندما يكرهه الناس، ولكن القائد الجيد، هو من يتكلم قليلاً وعندما ينتهي عمله ويتحقق غرضه سيقولون جميعاً لقد قمنا بذلك بأنفسنا ، فخلال وقت لا يتجاوز ساعات بسيطة اكتشفت أنني أمام شخصية قيادية تتمتع بحماس معتدل ، ورغبة في تحقيق الأهداف ومن اهمها حينها لديه التربية وخدمة الحجاج ، يمتلك قدرة في حسن المعاملة فيمن يعمل معه ، صاحب قدرة خارقة في التأثير بمن معه من القيادات الكشفية ، وكسب ثقتهم واحترامهم وتعاونهم .
ثم بدأت التقيه على هامش كثير من المناسبات ولم تكن الفعاليات المتتالية التي نلتقي فيها تسمح لي بالبقاء معه أطول وقت ممكن حتى عام 2005 حيث كان يشارك في المؤتمر الكشفي العالمي التاسع للاتحاد العالمي للكشاف المسلم في تونس ، وكنت وقتها عضواً في الوفد الرسمي لجمعية الكشافة المشارك في المؤتمر الكشفي العالمي الـ 37 الذي استضافته مدينة الحمامات بالجمهورية التونسية ، حيث يقام الأول متزامناً مع الثاني ، جلست وقتها معه أكثر من مرة فأسرني بتواضعه الجم رغم معرفتي بقوة شخصيته القيادية ، وهو بذلك يؤكد مقولة الفيلسوف سقراط من أن التواضع أعظم الفضائل ، والى ما تشير اليه البحوث الحديثة من أن التواضع يؤثر بصورة إيجابية على فريق العمل ، وهو ما رأيته فيه حينما كان قائداً لدراسة قادة التدريب في الأحساء عام 1997 وكنت وقتها مًكلفاً من المنظمة الكشفية العربية بتعبئة بعض الاستبيانات عن الدراسة وكذا توثيقها لمجلة الكشاف العربي .
وقد عمل الحفاشي طيلة عمله الوظيفي في الكثير من الأقسام بالإدارة العامة للتعليم في منطقة الباحة ، حيث عمل مشرفاً للنشاط الكشفي خلال الفترة من عام 1394 الى 1402هـ ـ وعملاً مشرفاً للتوجيه والارشاد الطلابي ، وتسنم رئاسة قسم النشاط الطلابي ، ومديراً لشؤون الطلاب في تعليم الباحة خلال الفترة من 1402 الى 1416هـ الى أن تم تكليفه مساعداً لمدير عام التعليم في منطقة الباحة عام 1426هـ حتى تقاعده .
وقد شارك في العديد من الدراسات الكشفية ومن ابرزها دراسة المتفرغين العرب بالقاهرة ، ودراسة الانشطة الترويحية وحياة الخلاء في تونس ، وشارك في العديد من الندوات الكشفية حيث شارك في ندوة المسئولين الأوائل عن التخطيط ، وندوة المسئولين الأوائل عن التدريب ، وندوة المسئولين الأوائل عن وضع استراتيجية الحركة الكشفية العربية بالقاهرة ، وندوة التدريب وتنمية القيادات في ليبيا ، وأختير لعضوية العديد من اللجان الكشفية ، ومن ابرزها عضو اللجنة الفرعية العربية للتدريب ، وعضو لجنة أنظمة التأهيل القيادي ، وعضو أول مجلس لإدارة رابطة رواد الحركة الكشفية حيث كان مفوضاً للبرامج والأنشطة ، كما شارك في العديد من المؤتمرات والمخيمات ومن ابرزها المؤتمر الكشفي العربي السادس عشر في سلطنة عمان ، والمؤتمر الكشفي العربي العشرون بالقاهرة، والمخيم الكشفي العربي الثامن عشر في المغرب، والمؤتمر العالمي التاسع للاتحاد العالمي للكشاف المسلم في تونس ، وقاد وشارك في العديد من الدراسات الكشفية .
وتقديراً لجهوده الكشفية الكبيرة في مختلف المجالات منحته جمعية الكشافة الوسام الكشفي الذهبي ـ الذي يُعد أعلى وسام كشفي بالمملكة ، وذلك في حفل تكريم الشخصيات والقيادات الكشفية التي كان لها دور في دعم عمل وأنشطة الجمعية 1426هـ، والذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة – آنذاك – .
مبارك بن عوض الدوسري