محمد الرياني
في الوقتِ الذي تساعدُ فيه أخصائيةُ العلاج الوظيفي بمدينة سلطان للخدمات الإنسانية (نايفة) معلمَ اللغة العربية الأستاذ (هادي) وغيرَه للوقوف على أقدامهم يقوم (هو) بتحريكِ كرسيه نحوَ منصةِ التعليم في غرفته بالطابق الثاني لينقل إلى طلابه فنونَ اللغةِ العربية من بعد فلا يحرمهم فرصة التعلم في ظروف الجائحة العالمية وظروفه الشخصية الاستثنائية ، وأنا أشاهد ماتفعله ابنةُ الوطن ( نايفة) في مدينة الإنسانية يمثلُ أمامي العديدُ من مواقف التضحيات في هذا الوطن، معلمٌ يبعث إلى طلابه قواعدَ اللغة وآدابها وهو على بعد مئات الأميال ومعها أشواقه وآماله راجيًا من الله أن يلتقي بهم قريبًا في مكان واحد ومتخصصةٌ تسعى معه ومع غيره في قاعةٍ تجمعُ العلاجَ والإرادةَ والعزيمةَ والهممَ من أجل بناءِ إنسانٍ جاء إليها ليستعيد همته وعزيمته، وجهان رائعان حضرا إلى هذه المدينة في هذا المشهد الأسطوري؛ وجهُ التعليم في صورتهِ المشرقةِ الزاهيةِ المتفردةِ ووجهُ الصحةِ في صورتهِ الناصعةِ وقد ارتقى إلى القمة ، التقى وجهان من أجل أن يُثبتا أنهما أهلُ التحدي لكافة أشكال العقبات والصعوبات، في مدينةِ الإنسانية رأيتُ العجب، شاهدتُ هذا المعلم الذي لم ينسَ طلابَه في غمرةِ أوجاعه فأطلقَ حروفه بنكهةٍ فريدةٍ غيرِ مسبوقة وأبصرتُ مَن يساعده لإنجاز هذه المهمة بكل تفانٍ وإخلاص، مَن يقرأ هذه الملحمة عليه أن يثني كثيرًا على (نايفة) وهي تؤدي دورها الإنساني ويشكر الأستاذ (هادي) معلم اللغة العربية اللذيْن ضربا مثالًا رائعًا لأبناء هذا الوطن من قلبِ مدينة الإنسانية مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية.