بقلم : الشاعر الأستاذ/ أحمد بن محمد أحمد زقيل
أسلمتُ جفني للسهادِ المفزعِ
ورويت ليلي من نزيفِ الأدمع
وأرقتُ حتّى كادَ يسألُني المسا
مابالُ جفنك هكذا لم يهجعِ
وأمررُ الذكرى على بالي كما
قوسِ الكمانِ بكلِّ لحنِ موجعِ
أتوسدُ الأشواقَ وحدي غارقٌ
بأنينِ أحشائي ولوعةِ أضلعي
وأسِرُ ليلي عن تباريحي التي
ترنو إليكِ بلهفةٍ وتطلّعِ
تهفو إليكِ وكلما احتدمَ الجوى
فاضتْ حنيناً من فؤادٍ مُترعِ
فعلامَ هذا الهجرُ كيف تركتني
رهنَ العذابِ بمهجةِ لم تُرقعِ
هذا أنا مدي يديكِ ولملمي
ما طار مني في الجهاتٌ الأربعِ
ولتجمعي ما كانَ من ماضي الهوى
ما قيمةُ التاريخِ إن لم يُجمعِ
هذا أنا ودمي بحبكِ عامرٌ
ينسابُ توقاً فاقَ كلِّ توقعِ
أشعلتُهُ حمماً وأشواقاً كما
اشتعلَ الأنينُ بخافقِ متقطّعِ
من بعدِ جيلِ هل ترينَ فراقَنا
شيئاً يداوي لوعةَ المتصدّعِ
لا تقتلي تلكَ السنينَ بما مضتْ
بهِ من وئامِ وارفقي بتوجعي
روحي فداكِ أكلما نادى فمي
ألقاكِ صماءَ الهوى لم تسمعي
نبضي فداكِ أكلما بكتِ الحشا
ألقى فؤادَك صخرة لم يخشعِ
سيجيء شهرُ الصومِ دونكِ وحشةً
إن لم تلمي شملنا و تجمّعي
والقلبُ يا سـ… بهجرِكِ نازفٌ
ما عادَ يعلمُ ما يصيرُ ولا يعي
ما أصعبَ الأيامَ دونكِ حينما
حلَّ التنائي دون أي توقّعِ
بقلم : الشاعر الأستاذ/ أحمد بن محمد أحمد زقيل