جميلة حياة المرء الذي يكون متقلب بين أيامها ولياليها جابر للخواطر ، يسعى لإدخال الفرح والسرور لغيره ممن حرموا منها نتيجة ظروف الحياة القاسية فيدخل الفرحة لنفوسهم ، ويرسم البسمة على شفاههم ، وما أجمل جبر الخواطر في شهر الخير والبركة والعتق من النيران حيث تزداد فيه قيمة العطاءالمرجو منه وجه الله تبارك وتعالي .
في هذا الشهر المبارك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون فعن إبن عباس رضي الله عنهما انه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل …) فهو قدوتنا ، وقد كان عليه الصلاة والسلام أعظم الناس صدقة بما ملكت يده ، وكان عطاؤه عطاء من لا يخشى الفقر وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه تارة بطعامه وتارة بلباسه ، وكان صلوات ربي وسلامه عليه لا يستكثر شيئآ أعطاه ولا يستقله .
فالصدقة في شهر رمضان أمرها عظيم لشرف الزمان ، فوائدها كثير منها أنها تطفي غضب الرب ، وقاية من النار ، وتجبر الخلل والنقص في العبادة ، وتنمي المال ، وتزيد الرزق لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما نقص مالٌ من صدقة ، بل تزده ، بل تزده ، بل تزده ) وتشفي المريض قال عليه الصلاة والسلام : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) وتطيل العمر .
وقال إبن القيم – رحمه الله – : وللصدقة تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت من فاجر ، أو ظالم ، بل من كافر ، وهذا أمر معلوم عند الناس ، وأهل الأرض مُقِرُّون بذلك .
وأفضل الصدقة تكون كما قال عليه الصلاة والسلام : ( أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، تأمل الغنى وتخشى الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا ، ألا وقد كان لفلان )
فلنشمر ونستثمر هذه الأيام المباركات ، فشهر رمضان شهر الجود والإنفاق ، شهر النفوس السخية ، والأكُف الندية نسعى لجني الوفير من الحسنات فلا نعلم انبلغ تمامه ونحن في صحة وعافية ؟ أم نغادره قبل إنقضائه .
فهنيئآ لمن زرع سنابل الخير فيما مضى من أيامه ، ومازال مستمر في زرعها { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
ومن أصدق من الله قيلآ { وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ }
*نبيه بن مراد العطرجي*