بقلم : عبد العزيز بن محمد أبو عباة
كنت اتابع اللقاء الذي اجري مع وزير خارجية لبنان الذي وصف دول الخليج بالبداوة حيث قال بصريحة العبارة “أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو”.
وقد نزلت علينا نحن ابناء الخليج هذه العبارة كالصاعقة لسبب بسيط وهو ان الدول الخليجية من الدول الداعمة للبنان، وتعد من أوائل الدول التي وقفت مع لبنان في الحفاظ على كيانها الذي كاد ان ينهار بسبب الحروب والفساد، ونحن ابناء الخليج _ الذين وصفهم الوزير بالبداوة_ كاحتقار ولا يعلم انها عز وفخر ورفعة لنا وقفنا مواقف مشرفة معها في كل المحن والازمات التي مر بها الاشقاء بلبنان انطلاقا من القيم والشهامة والإخوة والنجدة والنخوة العربية التي اكتسبناها من بيئتنا البدوية وعززها فينا الإسلام.
فالمملكة على سبيل المثل تقف دائما بجانب الأشقاء في لبنان، ولا تنساهم في أزماتهم ومصائبهم، فتمد لهم يد المساعدة في أحلك الظروف، أليس المملكة هي من اقامت جسرا جويا للبنان؟! لمساعدة منكوبي الانفجار في مرفأ بيروت إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي امر بالوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان،انطلاقا من القيم الإنسانية الراسخة التي يتحلى بها قادة هذا الوطن المعطاء، بكل حيادية.
وتكمن أهمية المساعدات الإنسانية العاجلة والدورية التي تقدمها المملكة للبنان في أنها تأتي في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة يعيشها اللبنانيون، وهذا يؤكد على مواقف المملكة الداعمة لأمن واستقرار لبنان، و تعزيز العلاقات الأخوية مع الشعب اللبناني الشقيق بجميع طوائفه، وفي هذا دلالة ايضا على حرص المملكة على استقرار وازدهار لبنان، كما كان للمملكة مواقف مشرفة مع الأشقاء في لبنان، عبر المواقف السياسية والاقتصادية التي اتخذتها المملكة تجاه لبنان منذ استقلاله، مروراً برعايتها «اتفاق الطائف» ودعمها مشاريع الإعمار، حتى تخطت الصعوبات الاقتصادية التي مرت بها، من خلال مشاركتها في مؤتمرات باريس الثلاثة، وفي مؤتمر سيدر في مارس 2019؛ وبلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكة للبنان خلال الفترة الواقعة بين العامين 1990 و2015، من الهبات والمنح بناء على تقرير دولي ما يزيد على الـ70 مليار دولار، قدمت بشكل مباشر وغير مباشر، وتوزعت بين استثمارات، ومساعدات ومنح وهبات، وقروض ميسّرة، وودائع في البنوك والمصارف.
ونحن لم نكن في حاجة لاستعراض هذه المنجزات لولا تطاول الوزير على دول الخليج.
وما قدمته المملكة ودول الخليج للبنان تعد صفحة من الاعمال التنموية الخيرة تم كتابة سطورها بانامل بدوية، ونحن لا ننزعج من هذا الوصف ولكن الذي ألمنا اكثر أنها قد اتت من وزير ناكر وجاحد لمن قدم الدعم والإغاثة للبنان في احلك الظروف، فالبدوية ليست عيبا فالدول التي سخر منها الوزير هي من اكثر الدول تقدما وازدهارا في شتى المجالات الاقتصادية والصناعية ولها جهود كبيرة ورقما صعبا في السياسة الدولية ويكفي ان المملكة تعد واحدة من دول العشرين التي تتحكم في اقتصاد العالم،كما ان مراتب دول الخليج في المصنفات الدولية من الاوائل والحمد الله برضو نفتخر بأننا بدو.
وبقدر ما ازعجتنا كلام هذا الوزير بقدر ما اسعدنا و أفرحنا سخط الشعب اللبناني على تلك التصريحات التي تدل على جهل الوزير بالعلاقات الدولية وانعدامه للحنكة السياسية فلهم منا التحية والتقدير.