مقالات مجد الوطن

{ أنسى وأتناسى !! }

 

تَمرُ حياتنا بساعاتها وأيامها وشُهورها وسنينها مُحملة بالأحداث المختلفة سعيدة كانت أم حزينة ومهما كان مدى تأثير هذه الأحداث فالحياة ستستمر إلى أجل غير مسمى ومحدد من الله سبحانه وتعالى ،
وكل منا قد يتعرض للبلاء وقد تتكاثر عليه الهُمُوم وتعصف به ظروف الحياة وقد يصل الإنسان إلى قِمة الحزن فيغوص في بحر من المعاناة والحسرة ويشعرُ أن حزنه لا يخطَرُ على بال ولا يتحمله بشر ولكن تأتي فترة يضيع فيها الحزن وتأتي بعده لحظات سعادة وراحة عندها فقط نقف قليلاً في هذه المحطة ونتذكر وقتها حزننا الماضي فيعدُ ذِكرى ونعلمُ أنهُ بلاء وابتلاء وحينها تأتي لحظاتٍ نعبرُ من خلالها ونَمُرْ ويَمُرُ ما بِنا وتستمر الحياة وهذا هو تماماً ( النسيان ) وهو نعمة من الله ورحمة وفضل فلولاها لبقينا في زُمرة الأحزان وتلُفنا الهُموم من كل جانب فالحمدلله.
ففي حياة كُلّ إنسان موقف أو ذكرى أو حتى شخص لا يُريد أن يتذكره بل يُريد أن يمحيه من حياته إلى الأبد وكلما تعُود سيرتهُ في أذهاننا تعُود معه الأحزان والألم وتتجدد: هنا تجِب علينا المواجهه القوية لكل مايحدث ويجب أن نتذكر أن البقاء للأنسب ولا يستطيع أن يهزمنا موقف أو شخص أو ظرف مهما كانت قوته فنحن من نقوم بهزيمته وليس العكس وهذا بالظبط هو النسيان ،
فلولا النسيان لكانت الحياة مظلمة بكل أبعادها وتفاصيلها
قال الله عزوجل رحمة بنا ( ربنا لا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )
البقرة 286
ولولا النسيان لما بدأنا كل يوم حياةً جديدة فسبحان الله الذي يعرف ماذا نُريد ويعطينا فوق مانريد فالحمدلله ، وعند الألم تشتدُ حاجتُنا للنسيان ، فالبعض يبكي كي ينسى والبعض يضحك كي ينسى ، والبعض ينام لــ ينسى والبعض يتحدث بصوت مرتفع كي ينسى والبعض يصمت لـ ينسى ، والبعض يأكلُ بشراهة غير عادية لـ ينسى
فما الحياة إلا فيضٌ من الذكريات تَصُبُ في بحر النسيان ، وهُنا يجب علينا أن نُفرق بين ( النسيان والتناسي)
وبينهما فرقٌ شاسعٌ ملحوظ :
فالنسيان من طبيعة البشر وهو قوة خارقه غير مقصودة وصفة ربانية يمتلكها بعض الأشخاص .
أما التناسي فهو حالات فردية و ومتعمد ومقصود من الشخص وقد يكُون مذموماً ومن الممكن أن يعبر عن التكاسل عن أمر هامٍ أو السلبية أو البعد عن المواجهه وقد يكون أحد الأمراض الاجتماعية : مثل عدم احترام المواعيد وعدم تحمل المسؤولية والهروب من أمرٍ ما
أو التهرب من الوفاء بالوعد
ويكون إرادي مثل الطلاب الذين يتناسون المادة الصعبة لديهم
أو المدرس القاسي في معاملته لهم ،
وبالتأكيد ( نحنُ لا ننسى أبداً ولكن نُغْمضُ أعيُننا قليلاً لكي نستطيع أن نَعِيش)
وسنعتاد ثم ننسى ثم نصُبح بخير دمتم بخير وفي خير .
بــ✍🏻 الكاتبة / شقراء الصامطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى