بقلم : عقيلة الغامدي
لعلي وجدت سبيل لها .انها فن العيش وفق شخصية العلامة التجارية ( Brand personality) . كنت وقتها اتحاور مع ذاتي وقد سألتها سؤال عفوي.
هل تقتل مواهبنا وقدراتنا وامكاناتنا ومهاراتنا رغم عنا ؟
هل نحن موارد انسانية قد تسلب رغباتها واحتياجاتها وانسجامها وعطائها وقيمتها بحجة الوظيفة؟
لحظة لتتضح الرؤيا .
هل مررت يوم بوظيفة قبلتها لوقت ما كانت اضافة للتعلم لك،للخبرة ،لمجرد الراتب ، المنصب، القيمة المجتمعية .
اي كان السبب الذي جعلك تستمر ،وكنت من حين لآخر تشعر ان بداخلك مجرة سيارة بكواكب عدة تريد ان تسير بمسارها ولكن لسبب ما توقفت تلك الكواكب عن الحركة .
هل ترى ان قدرتها على الحراك والتنقل من مسار لآخر قد انتهت للأبد ؟
دعني ارتجل الجواب وأقول ، لا والف لا ،، لا أعلم أن كنت توافقني فهي مجرد وجهة لنظر قد تصيب وقد تخطىء والجميل ان كلانا على حق.
قلت لا لن تنتهي لأنها تتولد وتعود بشكل أخر وقد تتخذ مساراً آخر ، والجميل ايضا ان هذه القدرة قد تكيف الوضع ، وتصنع منه فرصة بطريقة ما لتعود من جديد للحياة والحركة والتنقل الحر . فالحياة لها كانت الحركة والاستمرار.
نعم حولها ادندن ان تصنع ذلك الفعل الذي يمكنك من عيش الحياة بما تمتلكه، بتوظيفك الصحيح لتلك الهبات التي قد يتحداها امور كثيرة وتوقفها . ولكن هناك دائماً مخرج.لسنا مجبرين على ان نبقى بمكان ما لايشبهنا او لايناسب ،، ولاتحاول ان نقنع انفسنا بأشخاص لايشبهونك ولكن تعلم وتدرب على ان جهدك تصرفه بالمكان الصح والناس الصح وستجدهم في اماكن كثيرة فجعلهم بخط متوازي مع وضعك الحالي .ولاحظ الفرق في الحفظ على نمو القيمة.
احد هذه المخارج ان تعيش شخصيتك التي منحك اياها الله بأفضل وأجمل احتمالاتها وكلنا ميسر لذلك .
نعم اقصد ان تطلق شخصيتك كعلامة تجارية .
لحظة .. لحظة .
لا أقصد انتساب الجميع للأعمال التجارية التقليدية بل كل في مجاله هو رائد عمل .فالعلامة التجارية المقصودة عبارة عن مزيج جميل من مجموعةخصائص بشرية انسانية، ترتبط بذهن كل من مررت به حتى ان كانت انطباعاً اولي لثواني . من خلالها ترتبط بالكثير ، اولهم ذاتك انت .وهو مايزيدك قيمة في نظرك وفي نظر من يمر بك ومن خلالك .
واجمل تلك الخصائص سمعة طيبة ، فالشخصية قيمة مضافة نوعية ، تكتسبها انت وتُكسبها لاي مكان تنتمي اليه واي مجتمع وثقافة تنتمي لها .وتلقائياً سيكون هناك استجابة عاطفية لدى شريحة معينة ، ويحثهم هذا الانجذاب على ممارسات ايجابية والتأثر بك .
خلقنا لنتأثر ونؤثر بكل مافينا من جمال داخلي كان أم خارجي ، مادي او معنوي ،قصير المدى او طويل. في مكان واحد أو عدة .
قد تتسائل ماعساها تكون تلك السمات التي تساعدني بالفعل لعيش الحياة الرقمية المعنية بهبات الله لنا ومكنوناتنا الخاصة.
منها مايخص الكفاءة ويسمو بها البراعة والتأثير ورغبة النجاح والبروز ، وكذلك الإخلاص ويسمو به سمات الاهتمام واللطف والتوجه والقيم المجتمعية والاسرية الأصيلة ، وكذلك الرقي ويسمو بها الآناقة واللباقة والحضور ، وايضاً سمة الإثارة ويسمو بها الحيوية والسعادة وطاقة الشباب، وايضاً القوة ويسمو بها الرياضة والتحمل والانطلاق .
فعندما يلهمك أحدهم ليؤكد اجابات باتت بداخلك تفتقر أحياناً للتوكيد لتذكرك ،ان للحياة وللعطاء طرق عده فلا تقف مكتوف اليدين
بحجة اللامساحة ،واللا تمكين ، او بحجة مديري لا يتقبلني او لم يمنحني فرصة ، او لم تتآلف الارواح لترتقي بالعمل ، اقول لك هذا كله لن يوقفك عن عيش جمالك واضافتك بما يرضي الله وتذكر الارواح تتعارف وتتناكر فما تعارف منها أئتلف وماتناكر منها أختلف ، ولكن لا يمنع ان تحاول اصلاح تلك العلاقات بما يمكنك من اداء التزاماتك ،لتكن عوناِ لك للأستمرار في العطاء لحين توفر مايشبهك وتنسجم معه، نعم ستتعلم دروس كثيرة حتى في اسوء سيناريو . لن تكون لديك حجة لتهرب وتنسحب او ان تقلل من التزامك المهني واحرص دائماً ان تكُن حقيقي .. أصلي .. مُميز Brand personality
انه تواجد مادي وحضور فكري وتواجد رقمي تستطيع من خلاله ان تعيش قيمتك الحقيقة ، وتستطيع ان تصنع علامة تجارية تدور حولك انت وتبقى بوجودك وبأثر ليقال مر فلان وهذا الأثر .
فكلما كُنت حقيقي في التفاعل مع جمهورك، دون خداع أو تزييف ستستطيع عمل براند شخصي
ناجح وسريع تمارس من خلاله شغفك بتنوعه. فنحن أصبحنا على قدرةعالية للتفرقة بين الحقيقي والمُزيف، وإذا شعر جمهورك
ومُتابعينك بصدقك، زادت مصداقيتك وثقتهم فيك، وساهم ذلك في نمو علامتك الشخصية وجوهرك بشكل أسرع. ثم بعد ذلك من خلاله ،يُمكنك الإستمرار في تقديم محتوى هادف وحقيقي ومميز، فجميعها عوامل تُساعدك على الشهرة والوصول لمن يحق ان تتواجد معهم .وفرصة لانتشار علامتك وتكبير قاعدة جمهورك وبالتالي عيش رسالتك بطريقتك وفق منهجية قيمية مميزة والجميل انها بكل يسر وسهولة لانجمالها في عدم التكلف ،،، نعم ،، ان تجعل حضورك الرقمي فرصة جميلة لتعيش هبات الله لك وتفعل مهاراتك وقدراتك وامكاناتك التي ترغب في عيشها واستثمارها وتقديمها لأكبر عدد ممكن فتشعر وتعيش قيمة انت تصنعها بنعم من الله وفضل .
ان اغلق باب فهناك ابواب ويوم ما ستصل لما تريد وتعيش ماتريد ان كنت واعيا بالوضع من الآن وصححت مسار فكرك وتوجهك وتتوقف عن الهروب كلما اغلق باب او كلما حاصرت لتتوقف ، افعلها وليكون حضورك حضور يليق بك .
عقيلة الغامدي خبير استشاري ومدرب وكوتش تمكين للموارد البشرية