الحُزن خيّم والمآقي تدمعُ
ونياط قلبي من أسًى تتقطّعُ
شيخ الفضيلة حطّ كلّ رحاله
وغدا إلى دار الخلود يُشيّعُ
ساروا بشيخ بالمكارم عامر
واف المزايا خيره لا يقطع
ساروا به تبكي البديع رحيله
وتصب من جل العيون الأدمع
جنباتها مكلومة وبيوتها
بكت الفقيد وقلبها متوجع
شيخٌ له بين الشيوخ مكانةٌ
وبكل خير صيته متضوع
شيخ ضياء الطهر في جنباته
كالبدر طل وشع منه الموقع
هو محض طهر سره كوضوحه
عذب السجية ليس فيه تصنع
متفائلًا بالبشر يلقى صحبه
متواضعًا ولذي الحوائج يشفَعُ
يدعو إلى بر ويدعم سائلا
ويعاف ما هو للشكيمة موقع
فإذا سألتم عن حقيقة حاله
فلدى مساجدنا جواب مقنع
فهناك أبواب المساجد تشهد
وأوائل الصف الأمامي أجمعوا
تبكيه كل مآذنٍ دَوّى بها
صوتُ الأذان لفقده تتوجع
تبكيه أرضٌ قبلته إذا هوى
نحو السجود لربه يتضَعْضَعُ
فقدته كلّ المكرمات كأنها
ثكلى تنوح وبالأسى تتجرع
الشمس إن غابت فإن غروبها
في كفة أخرى نراها تسطع
رباه فارحم عمنا واغفر له
أنت الكريم وفي عطائك نطْمَعُ
أوسعْ له الجنّاتِ أنت وليُّه
ورحابُ رحمتك العظيمة أوسَعُ
واربط على قلب المحبّ له وهَبْ
صبرًا لمن في الحزن امسى يرتَعُ
✍🏻/ الشاعر أحمد بن محمد زقيل